Tue | 2013.Oct.08

خراف إسرائيل الضالة

إنجيل متى 15 : 21 - 15 : 28


صرخة من أجل الرحمة
٢١ ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ.
٢٢ وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا».
٢٣ فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»
الفتات المتساقطة من المائدة
٢٤ فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
٢٥ فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!»
٢٦ فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب».
٢٧ فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!».
٢٨ حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.

صرخة من أجل الرحمة (15 : 21 – 23 )
كُتب إنجيل متى لليهود ، ويتضح للقارئ هنا على الفور أن هذه المرأة كانت من نسل أعداء إسرائيل و ذلك من خلال تعريفها على أنها كنعانية. ومع ذلك، نراها هنا تتوسل من أجل الحصول على الرحمة من مسيح اليهود. وعلاوة على ذلك، يأتي التلاميذ لحثه على أن يصرف هذه المرأة بعيدا .حيث أنهم غير مبالين باحتياجاتها. و لا يتوسلون بالنيابة عنها بل يريدونها أن تذهب بعيداً. ولكن السؤال الأهم هنا، هل يحق لها كأممية أن تطلب من يسوع الرحمة؟ يمكننا أن نتعلم من قراءتنا للقصة، أن صمت يسوع هنا ليس بسبب تجاهله للمرأة وإنما ليثبت لتلاميذه خطائهم ويبين لهم مدى ضيق قلوبهم وعقولهم.فيسوع هو مسيح اليهود، لكنه أيضا إله المجروحين والمحتاجين. وهو المسيح الذي جاء لإنقاذ الخطاه وشفاء المجروحين.

الفتات المتساقطة من المائدة ( 15 : 24 – 28 )
كيف يستجيب يسوع لصرخة المرأة طلبا للرحمة؟ فهو يقول لها أنه قد أرسل إلى خراف إسرائيل الضالة. ولكنه لم يرفض المرأة الأممية ؛ ولكن في حقيقة الأمرأنه كان في أراضي أممية يشفي ويبشر الناس الذين يعيشون في المنطقة. فكلماته هنا تعكس موقف اليهود العام أتجاه الأمم، معتبرين إياهم كالكلاب، ولكن تكشف أفعاله عن شفقته و محبته نحو جميع الشعوب. وفي الواقع، يستخدم يسوع هذه اللحظة بهدف الرفع من شأن هذه المرأة في عيون الجميع كما أنه يثني على إيمانها. حيث إن إيمانها، يكشف عن مثل هذه الرغبة الشديدة والتواضع الصادق، و الشغف العميق، فهو كان إيمان لم يستطع حتى بني إسرائيل أن يتعلمه. حيث أنها كانت تمر بلحظات من إلياس ، والتي فيها قد يتحطم إيماننا بسبب الشك والقلق والغضب، أو أن يصقل إيماننا بسبب اصرارنا على الثقة في المسيح والذي هو ورؤوف ومُحب

التطبيق

-هل لدينا علم باحتياجات المحيطين بنا، أم أننا مجرد ندفعهم في الطريق من أجل الدين أو\ و من أجل أنجاز بعض الأمور؟ دعونا نكون معتنين و مهتمين بالناس من حولنا.
-هل إيماننا متواضع و متقد بشدة مثل إيمان هذه المرأة؟ هل يمكننا أن نصرخ ونتمسك بيسوع بنفس قدر تشبثها؟ ما هي أهتماماتك ومخاوفك؟ دعونا نلقي بها على المسيح.

الصلاة

إلهي الحبيب ، كم هو رائع أن أسكن في محضرك ، وأن تكون معنا في كل لحظة . أشكرك من أجل رحمتك ونعمتك. هبنا الإيمان لنسأل منك الفتات المتساقطة من مائدتك؟ ونحن نعرف أنك دائماً تعطينا أكثر مما نطلب. في إسم يسوع. أمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6