شرح مثل الزارع ( 13 : 18 – 23 )
من المثير للاهتمام،أن يدعو يسوع هذا المثل"مثل الزارع " (عدد 18)، إلا أنه لا يذكر شيئا عن الزارع. في حين أنه يتم التركيزعلى أنواع الناس المختلفة متمثلة في أنواع التربة الأربعة. حيث يقوم نفس الزارع ببذر نفس البذور، ولكن تـأتي البذار بنتائج مختلفة، وذلك حسب حالة قلب السامع. مما يعني أنه لا يمكنك محاسبة الزارع على عدم قدرة البذورعلى النمو في تربة معينة.
فالأنواع الأربعة تسمع الكلمة، ولكنها تستجيب بشكل مختلف.فعلى سبيل المثال المجموعة الأولى لم تؤمن ،و" مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ". (عدد 12). أما المجموعة الثانية فهي تؤمن فقط عندما تكون الأمور سهلة، في حين تؤمن المجموعة الثالثة فقط عندما يكون ذلك مناسبا لها. أما التربة الجيدة هي الوحيدة التي تفهم كلمة الله وتدر حصادا أكثر بكثير من المعدل الطبيعي (محصول جيد عشرة أضعاف ). ويدعو الله التلاميذ لتحمل الاضطهاد و الترحيب بالتضحية حتى تأتي حياتهم بالثمار.

القمح والزوان (13 : 24 – 30 )
يقوم متى بالفصل بين المثل و تفسيره مرتين. فنرى أنه يقوم بذكر مثل الزارع في الآيات 3-9، ولكن لم يتم تفسيره حتى الآيات 18-23.أيضا يقوم بذكر مثل القمح في الآيات 24-30، بينما يتم شرحه في وقت لاحق في الآيات 37-43، بعد أن يسأل التلاميذ يسوع. هذه الفجوة تؤكد على حقيقة أن "معرفة أسرار ملكوت السماوات" (عدد 11) ليست مفتاحا ما سحريا يمكّن التلاميذ من فهم كل شيء بمفردهم. لكنهم بحاجة إلى المثابرة والتوضيح من قبل المسيح. بنفس الطريقة، ينبغي على مؤمنين اليوم أن لا يكتفون بالقراءة السطحية للكتاب المقدس، ولكن ينبغي أن يسعون و يطلبون باستمرار الفهم من الله وروحه.
على الرغم من أن يسوع يقدم شرحا مفصلاً في وقت لاحق، إلا أن المثل نفسه كان صادما للغاية بالنسبة للسامعين. فلا ينبغي أبدا أن تصنف ملكوت السماوات على أساس ما تحتوي عليه من الخير والشر.