إله المستحيلات ( 19 : 23 – 26 )
إن الآيتين 23-24 هما آياتان شهيرتان لأنهما من الآيات الحية ، و التي لا يمكن أن تُنسى . وهما أيضا الأمثلة التقليدية لاستخدام يسوع للمبالغة من أجل التشديد على فكرة ما. ومع ذلك، فقد لا يكون يسوع قد بالغ على الإطلاق. لكنه قد يكون قصد هذه الكلمات حرفيا لتسليط الضوء على حقيقة استحالة دخول الأغنياء السماء. وقد يوضح هذا التفسير السبب وراء دهشة التلاميذ في الآية 25. كما يوجد سبب آخر وراء شعور التلاميذ بالصدمة ، وهو أنه غالبا ما كان ينظر إلى الأثرياء من قبل الشعب اليهودي على أنهم مباركون من قبل الرب (تث 28 : 1 – 14 ).
يساعدنا أخذ كلمات يسوع في الآية 24 حرفيا أيضا على فهم الآية 26 على نحو أفضل. فإذا كان من الصعب بعض الشيء على الأغنياء الدخول للسماء، إذن فمن الممكن للبعض الدخول للسماء من خلال الجهد الهائل. إنه من المستحيل سواء بالنسبة للأغنياء أو أي شخص أخر أن يحقق هذا الأمر. حيث لا يمكن لأي شخص أن يحصل على الخلاص بدون نعمة خلاص الله.

ضد العالم ( 19 : 27 – 30 )
يحاول العديد من الكتاب في عالم الخيال بخلق عوالم يكون فيها كل شيء عكس الواقع، حيث يكون الأبيض أسود، ويقلبون المقاييس . فنرى في كل من "أليس في بلاد العجائب" و "بيزارو العالم" في سلسلة سوبرمان الهزلية مثالا على ذلك. ومع ذلك، فهناك مثال حقيقي واحد لما هو يمثل عكس العالم ، وهذا هو ملكوت الله. فالمقاييس في ملكوت الله معكوسة تماما، حيث أن الطريق للحياة هو الموت.
ونجد بطرس في الآية 27، يشعر بالأسف على نفسه. فيقوم يسوع بتشجيعه من خلال إخباره عن المكافآت التي تنتظر جميع أولئك الذين يتخلون عن أشياء في هذه الحياة لأجله. حيث إن الحياة الأبدية تعطي كهبة مجانية لأولئك الذين يؤمنون بالله، كميراث (عدد 28)، ولا يمكن لإي ثمن أن يدفع مقابلها. وأخيراً، يفسر يسوع في الآية 30، هذا المبدأ المعاكس لما هو متعارف عليه في العالم و الذي يتعلق بكون الأول أخير، الأخير أولاً.