Sat | 2013.Oct.12

الموت والمجد

إنجيل متى 16 : 21 - 16 : 28


الطريق الغير متوقع
٢١ مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.
٢٢ فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً:«حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!»
٢٣ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:«اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
المسيا الحقيقي
٢٤ حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ:«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،
٢٥ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
٢٦ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟
٢٧ فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.
٢٨ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».

الطريق الغير متوقع ( 16 : 21 - 23 )
تعد الآية 21 الإعلان الأول الرسمي لما سوف يحدث ليسوع . حيث كان هناك تلميحات أن يسوع عرف بصلبه القادم في المقاطع السابقة (متى 9 : 15 & 10 : 38 )، لكن لم يذكر شيئا في منتهي الوضوح والدقة كهذا. ويتكرر حدوث هذا الأمر ثلاث مرات في متى (أيضا متى 17 : 22 – 23 & 20 : 17 – 19 ). فبداية من هذه النقطة، تصبح إرسالية المسيح مسيرة إلى الموت، ويحتاج التلاميذ إلى تعلم كيفية التعامل مع هذا المنظور الجديد..
وفيما يبدوأن هذا المنظور الجديد صعب جدا بالنسبة لبطرس، والذي كان لديه في غالب الأمر تصورات أفخم و أعظم استناداً إلى الإعلان الذي كان قد أدلى به فيما يتعلق بحقيقة أن" يسوع هو المسيا المنتظر". فكان بطرس على الأرجح مثل سائر اليهود قد تصور المسيح كزعيم سياسي من الأرض . ولذا، لم يكن موت يسوع في جدول أعماله أو توقعاته . ولكن يقوم يسوع بتأنيب بطرس على ماقاله ، مستخدما هذا التعبير " لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».( عدد 23 )

المسيا الحقيقي ( 16 : 24 – 28 )
ثم يتحدث يسوع هنا عن المفاهيم الخاطئة التي تتعلق بالشكل والهيئة التي سيأتي عليها المسيا المنتظر، والأمل في أن يشترك معه البعض في المجد المنتظر. ويوضح يسوع أنهم أولا ، يجب أن يشتركون في الإذلال والرفض. وحمل الصليب الذي سيحدث بناء على رغبة الجموع، وليس مجرد تحمل بعض المضايقة . فكل ما يمر به السيد لابد أن يمر به التلميذ أيضا ، وهذا قد يؤدي حرفيا إلى الموت . ولكن يظهر يسوع في الآيات 25-26 أن الحياة الحقيقية أكثر من مجرد البقاء الجسدي على قيد الحياة . حيث يبين لهم يسوع أن طريق المجد"لابن الإنسان"، هو الموت . لأن بموته سيكون هو صاحب الكلمة الأخيرة. وسوف يكافأ كل هؤلاء الذين كانوا مخلصين له. ولذا فيجب على أتباع يسوع ،أن يتمسكون جيدا بالأصل و هو السيد .
أحبائي ، إن المجد المؤكد ينتظرنا في المستقبل، ولكن فقط بعد المعاناة.

التطبيق

-هل لدينا توقعات غيركتابية تتعلق بسهولة الحياة كتلاميذ المسيح؟ ففي المسيح يوجد لدينا الفرح الحقيقي ويمكننا أن نبتهج دائماً. ففيه، لدينا كل الأسباب التي تجعلنا نبتهج حتى في خضم الكثير من المعاناة.
- تماما مثلما كانت معاناة المسيح هي نقطة الدخول لمجده، هكذا هو الوضع بالنسبة لنا كأتباعه: حيث أن واقع حياتنا في هذا العالم ، يبرهن على أن المجد يأتي بعد المعاناة.

الصلاة

الإله صاحب السيادة، بغض النظر عن الطريق الذي تقودني فيه في رحلة الحياة، سواء كان أعلى مستويات النجاح أو أدنى مستويات الفشل. حيث إني أبذل قصارى جهدي لأجل مجدك، ساعدني على أن أعيش في فرح تام وأبدي. في إسم ابنك يسوع أصلي. أمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6