صنع هويتنا (47:26-51)
في بداية خدمة يسوع أخبر تلاميذه أنه لن يدعوهم عبيدًا بل أصدقاء، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده (يوحنا 15:15) وفي الأصل اليوناني يستخدم الرب يسوع كلمة "فيلو" التي تدل على التقارب والألفة، على كل حال فإن الآية 50 من فقرة اليوم لا يستخدم الرب يسوع كلمة "فيلو" بل "هيتايرو hetairos" بدلاً منها وتأتي الترجمة الإنجليزية الأقرب إليها " acquaintance" والتي تعني المعرفة والتقارب الشخصي، وهي الكلمة الأخيرة التي دعا بها الرب يهوذا، فيا لها من نهاية حزينة لعلاقة دامت ثلاث سنوات، فأن تقضي ثلاث سنوات من العلاقة مع المسيح لكي تصل لهذه الكلمة في النهاية هي نقطة هامة في هذه التراجيديا – القصة الحزينة.
إن المثل الذي ينطبق على يهوذا هو متى 41:25، عندما يخبر المسيح المؤمنين المزيفين أن يبتعدوا عنه لأنه لم يعرفهم قط، فواحد ينبغي أن يكون على علاقة شخصية بالمسيح لكي يدخل السماء وآخر يجب أن يكون صديقه.

القيد العظيم (52:26-56)
إن خطة الله للخلاص لا تشبه أي شيء كان ممكن أن يفكر فيه الإنسان إن حاول أن يرسم خطة للخلاص، كان من المحتمل أن يأتي المسيح إلى الأرض على شكل ملاكًا عملاقًا، أو يظهر شبيهًا مشعًا لله ليعمل المعجزات الكونية مثل خلق قمر جديد أم يعمل كائنًا بحريًا عملاقًا يمكنه أن يختفي، ثم يعطي إنذارًا للجنس البشري أن يرجعوا لله أو يموتوا، وبذلك يترهن وجود الله وقوته فيصبح كل الناس قادرون على الإيمان به وبذلك يخلصون.
لكن اللخ اختار طريقة متواضعة ومستضعفة، فمنذ البداية كان الرب يسوع يمارس ضبط النفس، فهو بالتأكيد كان قادرًا على تدمير أعداؤه بكلمة واحدة(الآية 53) ولكن يسوع يضع نفسه تحت إرادة الله وقد سلم نفسه لخصومه: " كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ" (الآية 56).