Mon | 2013.Dec.09

ملء المعاناة

أيوب 6 : 1 - 6 : 13


البطء في النصح: الاسراع في الفهم
١ فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ:
٢ «لَيْتَ كَرْبِي وُزِنَ، وَمَصِيبَتِي رُفِعَتْ فِي الْمَوَازِينِ جَمِيعَهَا،
٣ لأَنَّهَا الآنَ أَثْقَلُ مِنْ رَمْلِ الْبَحْرِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لَغَا كَلاَمِي.
٤ لأَنَّ سِهَامَ الْقَدِيرِ فِيَّ وَحُمَتَهَا شَارِبَةٌ رُوحِي. أَهْوَالُ اللهِ مُصْطَفَّةٌ ضِدِّي.
٥ هَلْ يَنْهَقُ الْفَرَا عَلَى الْعُشْبِ، أَوْ يَخُورُ الثَّوْرُ عَلَى عَلَفِهِ؟
٦ هَلْ يُؤْكَلُ الْمَسِيخُ بِلاَ مِلْحٍ، أَوْ يُوجَدُ طَعْمٌ فِي مَرَقِ الْبَقْلَةِ؟
٧ مَاعَافَتْ نَفْسِي أَنْ تَمَسَّهَا، هذِه صَارَتْ مِثْلَ خُبْزِيَ الْكَرِيهِ!
الموت أفضل
٨ « يَا لَيْتَ طِلْبَتِي تَأْتِي وَيُعْطِينِيَ اللهُ رَجَائِي!
٩ أَنْ يَرْضَى اللهُ بِأَنْ يَسْحَقَنِي، وَيُطْلِقَ يَدَهُ فَيَقْطَعَنِي.
١٠ فَلاَ تَزَالُ تَعْزِيَتِي وَابْتِهَاجِي فِي عَذَابٍ، لاَ يُشْفِقُ: أَنِّي لَمْ أَجْحَدْ كَلاَمَ الْقُدُّوسِ.
١١ مَا هِيَ قُوَّتِي حَتَّى أَنْتَظِرَ؟ وَمَا هِيَ نِهَايَتِي حَتَّى أُصَبِّرَ نَفْسِي؟
١٢ هَلْ قُوَّتِي قُوَّةُ الْحِجَارَةِ؟ هَلْ لَحْمِي نُحَاسٌ؟
١٣ أَلاَ إِنَّهُ لَيْسَتْ فِيَّ مَعُونَتِي، وَالْمُسَاعَدَةُ مَطْرُودَةٌ عَنِّي!

البطء في النصح: الاسراع في الفهم (6 : 1 - 7)
تقدم هذه الفقرة رد فعل أيوب على نصائح أصدقائه. عندما تألم ألمًا رهيبًا وأتت الصعوبات على حياته، ربما يكون مجلس المشورة الغير حكيم هو آخر شيء يحتاج إليه الإنسان في تلك اللحظة، لذا يقول أيوب أن كلام أليفاز مثل الطعام بلا ملح، ورفض أن يلمسه (الآيتين 7،6) كما يقارن ثقل تعاسته أكثر بثقل رمال البحر (الجزء الأول من الآية 3) ويدرك أنه وسط المحنة كون هو أيضًا كلماته الخاصة (الآية 3).
عندما يمر شخص ما أنت تعرفه بصعوبة، كن بطيئًا في كلماتك ولكن سريعًا في التعاطف والاصغاء واعطاء الاهتمام والتفهم. فنحن سريعون جدًا في اسداء النصائح التي لم نخطي نحن أنفسنا نحوها عندما نكون عاثرين، وبعد ثلاث إصحاحات من معاني الانتقاد التي قالها أصحاب أيوب، شعر أيوب بالاكتفاء من ذلك.

الموت أفضل (6 : 8 - 13)
هل اختبرت من قبل ألمًا جعلك يفكر أنه من الأفضل لك أن تموت؟ ربما تشعر بمحنة أيوب، فيبدو أنه من الأفضل أن تنتهي حياته على أن يظل حيًا، فهو يريد أن يأخذ الله حياته منه (الآيات 8-10). كما تصف الآيات 11-13 قوة الألم في هدم الإنسان، فقد كانت آلام أيوب من الخسارة هائلة إلى الدرجة التي اختبر الاكتئاب الحاد.
كان الرب يسوع رجل الأحزان، كما عكست آلام أيوب آلام ابن الله الذي أصبح واحد منا يعاني معنا ولأجلنا، لقد كان مثل أيوب، صرخ إلى الله الآب بسبب آلام المعاناة، لذا فهو يفهم معاناتنا ويعانق ضعفاتنا (عبرانيين 15:4-16). إن تجاربنا يمكن أن تكون تأديبات الله لأجل القداسة (1 بطرس 19:2-20) هذا كي نعبر من الألم إلى المجد، فما سُمح أن يحدث لأيوب قد تحقق بالكامل في المسيح فاصبح متاح لنا كلنا.

التطبيق

- كيف تتجاوب تجاه الكوارث عندما لا تجد سببًا أخلاقيًا أو لاهوتيًا لحدوثها؟ إن الحياة صعبة، ومن الطبيعي مجيء مواسم للقلق في حياتنا، خذ الفرح معك في رحلة الحياة، فإن الله يعمل ليعدك لشيء ما لا تقدر ان تراه الآن.
- طلب أيوب من الرب أن يأخذ حياته ولكن الله أعطاه الحياة بوفرة، كما طلب الرب يسوع من الله أن يأخذ كأس الألم منه، لكنه أخذ المعاناة ومن خلال جروحه تم لنا الشفاء.

الصلاة

يارب، سامحني على تذمراتي واحتياجي للثقة أكثر فيك، يارب يسوع إن معاناتي لا تقارن بما عبرت أنت به، لذا فأنت قادر أن تتفهم الصليب الذي أحمله لأن صليبك كان اكبر منه، لذا اشكرك لأنك لست فقط المثال الذي احتذي به لكنك أيضًا البديل الذي اخذت الامي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6