هلُم نبنِ (11 : 1 - 4أ)
وردت عبارة" هلُم نبنِ \ نصنع" ثلاث مرات في هذه الفقرة على لسان مَن أرادوا أن يقوموا ببناء هذا البرج العالي الذي يصل إلى السماء. وكان هذا هو نفس التعبير الذي اُستخدم ليصف خلق العالم في الأصحاح الأول من سفر التكوين.
إن السؤالين االهامين هنا هما : "ما هو الخطأ الذي ارتكبه هؤلاء الناس؟" و"لماذا وقد الله هذا البرج " هناك سببان بسيطان، السبب الأول يخص غرضهم من العبادة إذ قالوا: "هلم نبنِ ... فنعمل اسمًا لأنفسنا" (الآية 4). كما هو الحال في بناء كل مدينة أثرية قديمة متمركزة حول إله ما، لذا كان الهدف من هذا البرج هو الوصول لإله ما، لقد اعتقدوا أنهم قادرون على الوصول لله من خلال أيديهم أو أعمالهم الصالحة بدلاً من أن ينتظروا الله ليعلن لهم عن نفسه بالنعمة.

لئلا نتبدد على وجه الأرض ( 11 : 4 ب - 9)
يظهر هنا السبب الثاني الذي جعل الله يوقفهم عن البناء في الجزء الثاني من العدد 4 إذ يقول: "نَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ". لقد هاجر أبناء نوح في الأصحاح العاشر وأصبحوا كل الأُمم على الأرض، وقد أراد الله أن تمتليء الأرض بالناس (32:10 ب). فلقد كانت رغبة الله هي أن تكون المُدن متعددة الثقافات والأعراق ولكن شعب هذه المدينة قالوا "دعونا نبقى في المدينة ولا نتبدد".
ويمكننا القول أن هذه العبارة هي أول إشارة في الكتاب المقدس للعنصرية حيث لم يرغبوا في الاختلاط العرقي. فتدخل الله و فرض عليهم التنوع والاختلاف عن طريق بلبلة ألسنتهم (الآية 8)