Sat | 2014.Jan.11

شر الإنسان

التكوينِ 6 : 1 - 6 : 10


العلاقة بين الشر و عُمر الإنسان
١ وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ،
٢ أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
٣ فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».
٤ كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
الشر والرجاء
٥ وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.
٦ فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.
٧ فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».
٨ وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
٩ هذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارًّا كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ.
١٠ وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ.

العلاقة بين الشر و عُمر الإنسان (6 : 1 - 4)
ياله من أمر مضحك، رؤية الطريقة التي يتجادل بها الناس حول حقيقة أن الإنسان صالح بطبيعته، معتقدين أنه في الأصل كائن أخلاقي لمجرد أنه سيفضل الخير على الشر إذا تُرك له الإختيار. ومع ذلك، كُلما تقدم بنا العُمر كُلما أدركنا مدى خطأ وبطلان هذه الحقيقة، وهذا هو السبب وراء قول الرب يسوع: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر" (يوحنا 7:8) ولكن الأمر الملفت للانتباه أن الذين تركوا الحجارة من أيديهم أولاً وانسحبوا من أمام المسيح كانوا الشيوخ.
إن النفس الغير مُجَدَدة عاجزة عن النمو في القداسة، لكنها قادرة فقط على النمو في الخطية. وبناء على ذلك ، لقد رحم الله الإنسان عندما قلل عُمر البشر مقارنة بالأجيال السابقة.

الشر والرجاء (6 : 5 - 10)
إن قدرتنا على استيعاب الشر هي فعليا قدرة غير محدودة، فنجد في هذه الفقرة أن كل تصورات قلب الإنسان كانت شريرة طوال الوقت (الآية 5). ونرى هنا أن الكتاب يستخدم بعض الكلمات القوية مثل كُل –طوال – فقط ليصف مدى شر قلب الإنسان، مما يتركنا في حالة من التعجب تماما مثل النبي إرميا ناطقين بكلمات التعجب تلك: "من يستطيع أن يفهم هذا؟" (إرميا 9:17) .
كما يؤكد الرسول يوحنا هذا الكلام قائلا أن" الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور "(يوحنا 19:3) حيث إننا نحب الخطية حبا غير مشروط. ولكن الله لا يتركنا في حالتنا المؤسفة حيث يخبرنا يوحنا أن الله أحب (أغابي) العالم حتى بذل ابنه الوحيد لينقذنا من الخطية. تماما كما خلص الله نوح كذلك أرسل ابنه ليخلصنا. فالحب يغلب الشر.

التطبيق

- هل تجد نفسك متسرعا في ادانة الذين ينازعون مع خطايا قد لا تكون مصدر تحد بالنسبة لك؟ تُب واطلب من الرب أن يجعلك تُظهر العطف نحو من يصارعون خطية مختلفة عنك.
- هل مازلت تصارع نفس الخطية المعتاد عليها؟ ربما يكون هذا هو الوقت لتترك الخطية التي تحبها بلا شروط وتضع رجاءك وانتصارك ليس في جسدك بل في الصليب.

الصلاة

إلهي القدوس، أني مليء بالخطية فحتى أعمال البر التي أقوم بها ملوثة بالخطية أمامك. فامنحني الإرادة أن أحب الأشياء التي تحبها أنت وأن أحتقر الأشياء التي تكرهها. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6