Sat | 2014.Jan.04

جنة عدن

التكوينِ 2 : 4 - 2 : 17


الإنسان
٤ هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ.
٥ كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ.
٦ ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ.
٧ وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.
٨ وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.
الشجرتين
٩ وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
١٠ وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ:
١١ اِسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ.
١٢ وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ.
١٣ وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِى جِيحُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ.
١٤ وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ، وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابعُ الْفُرَاتُ.
١٥ وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.
١٦ وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً،
١٧ وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».

الإنسان (2 : 4 - 8)
نرى في هذه الفقرة، كيف يخلق الله الإنسان بطريقة حميمة وشخصية للغاية معه، فهو لم يكتفِ بأن يأمر بخلق الإنسان، لكنَ شكله من تراب الأرض ونفخ فيه نسمة حياة، فالإنسان خليقة مميزة إذ فيه نفخة الله. لذا يجب أن ندرك من ذلك أن لحياة كل إنسان من النسل البشري قيمة كبيرة، ولا تعتمد هذه القيمة على مهنته أو على مدى استحقاقه أو سمعته أو سلطته، لكنها تأتي من الله بصفته الشخص العظيم الذي خُلق الإنسان على صورته، إن قيمة الإنسان تأتي من الله وحده، لذا دعونا نحب الله والبشر الذين يشتركون معنا في صورة الله

الشجرتين(2: 9 -17)
يخبرنا الكتاب المقدس في الآية 9 بوجود شجرتين وَضَعهُما الله في جنة عدن، وهما شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر، ويمكننا أن ندرك من خلال القرينة الكتابية أن لهاتين الشجرتين إمكانيات خارقة.
وأن آدم مُنع من الأكل من الشجرة الثانية ولم نعلم السبب بوضوح، ولكن لم يتعثر آدم في طاعة هذه الوصية إلا لاحقا عندما ظهرت الحية للمرأة. بغض النظر عن هذا، فجنة عدن تعزز ما تعلمناه من قصة الخليقة: الله هو الخالق وهو قد دبر لنا كل ما نحتاجه لنحيا حياة سعيدة و بالرغم من ذلك عندنا إمكانية إختيار عدم طاعته ولكننا لسنا في أي حاجة لعدم طاعته، حيث نجد في الله وفي تدبيره لنا كل ما نحتاجه.

التطبيق

- غالبًا ما تكون مقاييس تقديرنا للإنسان هي مقاييس العالم، متى كانت آخر مرة نظرت فيها إلى إنسان ما بعيون الله وأحببته من خلال الله؟ ليت هذه تكون صلاتك.
- ما يحدث لنا اليوم هو نفس ما حدث في الجنة: لا نحتاج إلى عدم طاعة الله، لكنه اختيار نواجهه كل يوم بالتأكيد، ولكن الطاعة لله أفضل بالرغم من صعوبتها، ولكنها ستظل اختيارية.

الصلاة

يا أبي السماوي، لقد وهبتني مكانة الشرف في خليقتك، وأنا أعترف أمامك أني تجاهلت هذه البركة كثيرا، فاعطني القوة والاتضاع لأكون مقدسا كما أنك قدوس، ساعدني أن أحب الآخرين كما تحبهم أنت، في اسم يسوع، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6