Sun | 2014.Mar.30

الرب يرفع شأن يوسف

التكوينِ 41 : 32 - 41 : 45


الحكمة والمعرفة
٣٢ وَأَمَّا عَنْ تَكْرَارِ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ، فَلأَنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ، وَاللهُ مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ.
٣٣ «فَالآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلاً بَصِيرًا وَحَكِيمًا وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ.
٣٤ يَفْعَلْ فِرْعَوْنُ فَيُوَكِّلْ نُظَّارًا عَلَى الأَرْضِ، وَيَأْخُذْ خُمْسَ غَلَّةِ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي الشِّبَعِ،
٣٥ فَيَجْمَعُونَ جَمِيعَ طَعَامِ هذِهِ السِّنِينَ الْجَيِّدَةِ الْقَادِمَةِ، وَيَخْزِنُونَ قَمْحًا تَحْتَ يَدِ فِرْعَوْنَ طَعَامًا فِي الْمُدُنِ وَيَحْفَظُونَهُ.
٣٦ فَيَكُونُ الطَّعَامُ ذَخِيرَةً لِلأَرْضِ لِسَبْعِ سِنِي الْجُوعِ الَّتِي تَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَلاَ تَنْقَرِضُ الأَرْضُ بِالْجُوعِ».
من الفقر للغنى
٣٧ فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ.
٣٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟»
٣٩ ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ اللهُ كُلَّ هذَا، لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ.
٤٠ أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي، وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي إِلاَّ إِنَّ الْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ».
٤١ ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».
٤٢ وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ،
٤٣ وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
٤٤ وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».
٤٥ وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»، وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ.

الحكمة والمعرفة (41 : 32 – 46 )
يمكن للجميع أن يرى أن حكمة يوسف كانت من عند الله، بسبب تفسيره لأحلام فرعون وتنبأه بالمجاعة (عدد 38). ولكن ماذا يمكن أن يفعلوا إزاء هذه الكارثة الوشيكة؟ و كان يوسف جاهزا بالإجابة وأطلع فرعون بحرية على أفكاره وخططه بشأن كيفية إنقاذ مصر. إذ أن كل السنوات التي قضاها في إدارة شئون بيت فوطيفار وإدارة السجن، وكل السنوات التي شعربها و عرف فيها الجوع، وكل السنوات التي ذاق فيها الحياة الصعبة قد أمدّته بكل ما يحتاجه من المعرفة العملية بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة الوطنية بالضبط. في نفس الوقت الذي ترك فيه أسياده كل "تفاصيل" إدارة الكارثة الوشيكة، حيث إنه اكتسب بعض الخبرات التي لا تقدر بثمن و التي أثارت إعجاب فرعون.

من الفقر للغنى (41 : 37 - 45)
يمكننا أن نقرأ قصة يوسف من البداية إلى النهاية في جلسة واحدة، ومن المغري أن نعتقد أن حياة يوسف قد تحولت من الفقر للغنى بين عشية وضحاها. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن مدى روعة هذه الرحلة التي بدأت بشاب عادي أصبح الآن رئيس وزراء. التي بدأت في كنعان، والآن يجد نفسه هنا في مصر. في الواقع، أنها فعلا بدأت بالغنى وتحولت إلى الفقر، ثم إلى السجن، ومن ثم إلى الانتقام. ولكن الله لا يهدر الوقت ولا يمنع البركة عندما يحين الوقت المناسب للبركة. إذ أنه منح يوسف الموهبة التي يحتاج حتى يقنع فرعون، و الخبرة والدراية اللازمة لإعداد خطة عملية على صعيد البلاد، ومن القوة والسلطة لتنفيذها.
إن الله شامل في تدريبه و تجهيزه، وتوظيفه للأمور.

التطبيق

- يسمح الله بالصعوبات في حياتنا بهدف تهيئتنا لما هو آت. ومن هذا المنطلق ، فإن العالم هو فصلنا الدراسي و الحياة هي درسنا، والله هو معلمنا. لذا دعونا نتعلم هذا الدرس جيدا.
- يستخدم الله كل الذين على استعداد، بغض النظر عن الحالة التي نأتي بها إليه، وبغض النظر عن ما لدينا لنقدمه. لأنه الإله الذي يملك القوة و والقدرة على القيام بهذا. أحبائي، إن الأمر لا يتعلق بالله بل يتعلق بنا نحن. والآن فلتسأل نفسك هذ السؤال: أنت جاهز إلى أي مدى ؟

الصلاة

إلهي الحبيب، امنحني الحكمة والمعرفة. ساعدني أن أعرفك أولاً وأن أدرك الحق. واسمح لي أيضا أن تكون حياتي مؤثرة على هذه الأرض. جهزني لأكون شاهدا مؤثرا في هذا العالم. اسمح لي أن أكون دؤوبا في صلاتي وأفعالي . في اسمك أصلى. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6