Wed | 2014.Mar.19

الحالم

التكوينِ 37 : 1 - 37 : 11


الابن المحبوب
١ وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ غُرْبَةِ أَبِيهِ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
٢ هذِهِ مَوَالِيدُ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ إِذْ كَانَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً، كَانَ يَرْعَى مَعَ إِخْوَتِهِ الْغَنَمَ وَهُوَ غُلاَمٌ عِنْدَ بَنِي بِلْهَةَ وَبَنِي زِلْفَةَ امْرَأَتَيْ أَبِيهِ، وَأَتَى يُوسُفُ بِنَمِيمَتِهِمِ الرَّدِيئَةِ إِلَى أَبِيهِمْ.
٣ وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا.
٤ فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ.
طُرق الله السرية
٥ وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْمًا وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ، فَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ.
٦ فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا هذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلُمْتُ:
٧ فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَمًا فِي الْحَقْلِ، وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَانْتَصَبَتْ، فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي».
٨ فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكًا أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطًا؟» وَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ.
٩ ثُمَّ حَلُمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ؟ حُلْمًا أَيْضًا، وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا سَاجِدَةٌ لِي».
١٠ وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ، فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ؟ هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟»
١١ فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ، وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ.

الابن المحبوب (37 : 1- 4)
يبدأ تكوين 37 بتسجيل تفاصيل حياة يوسف. فكان يوسف هو المستقبِل لبغضة إخوته له، فإخوته كانوا مُصابين بكل حسد وغيرة بسبب الأفضلية التي نالها يوسف من أبيه، من الكافي لنا أن نتألم إن كان الغرباء يكرهوننا، ولكن أن يكرهك شخص من عائلتك أنت تحبه وتحمل له الخير في قلبك، فهذا بالتأكيد كان قاسيًا على يوسف وصعَّب عليه التعامل مع الموقف، إن تفضيل شخص عن الآخرين يقود في النهاية إلى المرارة كما حدث مع يوسف إذ خطط إخوته أن يقتلوه، وبما أننا نرى تفاصيل عملية في هذه الفقرة دعونا إذًا لا ننسى الصورة الكلية، فمهما كان ما حدث معنا ومهما كان ما حدث مع يوسف، كل شيء تحت سلطان الله.

طُرق الله السرية (37 : 5 - 11)
هناك ردي فعل تجاه أحلام يوسف: "حسده إخوته، أما أباه فحفظ الأمر" (11:37) بدأ يعقوب أبو يوسف أن يفكر أنه كم تتوافق هذه الأحلام مع خطة الله بالرغم أنه بدأ في الأول بتوبيخ يوسف. وبغض النظر عن كون إخبار يوسف لإخوته بالأحلام كان من الحكمة أم لا فقد سمح الله له أن يحدث هذا، فيوسف نفسه اُستخدم تلك الأحلام ليقوم إخوته برد فعلهم ضده فيحققوا الأمور النبوية التي اُعلنت له في الأحلام.
كان على يوسف أن يتعجب خلال الأوقات الصعبة في السنوات اللاحقة من أحلامه وتحقيقها. ولو نظر على الظروف وحدها لكان أُصيب باليأس ولكنه وضع ثقته في الله.
يا للعجب: إن طرق الله سرية وهي تفوق إدراك الإنسان.

التطبيق

- كان يوسف الشخص الذي كان على صواب ثم تمت أذيته بسبب ذلك، ولكن الله رفعه ليكون أداة للحرية. افعل الصواب دائمًا واتكل على الله ليريحك.
- عندما يعمل الله بصفته الولي، يكون الإنسان غير قادر على فهم كيفية سير كل الأمور إلى الإنحدار، ولكن صلِ واطلب الله، آمن بوعوده، وضع رجاءك وثقتك فيه.

الصلاة

أبي السماوي الحبيب، حتى عندما تمتلئ حياتي بالاختبارات والمحن ساعدني يارب ألا يضيع مني قلبي وألا أكتئب وأيأس. علمني أن أضع رجائي وثقتي فيك. في اسم يسوع، آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6