Wed | 2014.Mar.12

المصالحة الحقيقية

التكوينِ 33 : 1 - 33 : 11


مسامحة عيسو ليعقوب
١ وَرَفَعَ يَعْقُوبُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا عِيسُو مُقْبِلٌ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل، فَقَسَمَ الأَوْلاَدَ عَلَى لَيْئَةَ وَعَلَى رَاحِيلَ وَعَلَى الْجَارِيَتَيْنِ.
٢ وَوَضَعَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا أَوَّلاً، وَلَيْئَةَ وَأَوْلاَدَهَا وَرَاءَهُمْ، وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ أَخِيرًا.
٣ وَأَمَّا هُوَ فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ.
٤ فَرَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا.
٥ ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ وَقَالَ: «مَا هؤُلاَءِ مِنْكَ؟» فَقَالَ: «الأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ بِهِمْ عَلَى عَبْدِكَ».
٦ فَاقْتَرَبَتِ الْجَارِيَتَانِ هُمَا وَأَوْلاَدُهُمَا وَسَجَدَتَا.
٧ ثُمَّ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ أَيْضًا وَأَوْلاَدُهَا وَسَجَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ اقْتَرَبَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.
الغفران الإلهي
٨ فَقَالَ: «مَاذَا مِنْكَ كُلُّ هذَا الْجَيْشِ الَّذِي صَادَفْتُهُ؟» فَقَالَ: «لأَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي».
٩ فَقَالَ عِيسُو: «لِي كَثِيرٌ، يَا أَخِي. لِيَكُنْ لَكَ الَّذِي لَكَ».
١٠ فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لاَ. إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ تَأْخُذْ هَدِيَّتِي مِنْ يَدِي، لأَنِّي رَأَيْتُ وَجْهَكَ كَمَا يُرَى وَجْهُ اللهِ، فَرَضِيتَ عَلَيَّ.
١١ خُذْ بَرَكَتِي الَّتِي أُتِيَ بِهَا إِلَيْكَ، لأَنَّ اللهَ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيَّ وَلِي كُلُّ شَيْءٍ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَأَخَذَ.

مسامحة عيسو ليعقوب (1:33-7 )
إننا نعلم كل القصة. كانت خطايا يعقوب في حق عيسو متعددة وكانت هناك فترة طويلة من الصمت بينهما، فهرب يعقوب وازدهر ولكن قلبه كان مضطربًا بسبب أخيه، فرجا طويلاً أن يعيش مغفورًا له لكنه اضطر أن يعيش تحت هذا الهم الثقيل، وقد جاء اليوم الذي عليه أن يواجه عيسو فيه، فقام بإعداد خطة حربية رهيبة. و كانت فكرة الخطة ليس التغلب على أخيه بل نوال الغفران منه، فجهّز يعقوب العطايا لأجل عيسو آملاً أن يظهر عيسو النعمة بشكل ما فيغفر ليعقوب الخيانة (الآيات 2-3) ولكن ما يدعونا للدهشة أن عيسو كان كريمًا في الغفران ليعقوب وبدون أي استياء وليس ذلك فقط بل أنه ركض أيضًا ليعانق يعقوب ويقبّله. فما الذي تغير في عيسو؟

الغفران الإلهي ( 8:33-11)
يمكننا أن نستنتج فقط أن الله غيّر قلب عيسو. قد تكون سمعت قصص عن الغفران وقد تبدو مستحيلة على البشر، بدون معونة الله من المستحيل أن نغفر لهؤلاء الذين أساءوا وأخطأوا ضدنا. أنه من المستحيل لنا أن يُبادَر إلينا بالإساءة والاتهام ولا نرد الأمر بمثله. ولكن محبة المسيح وغفرانه تمكننا من القيام بالمستحيل، فعندما نتأمل في غفران الرب يسوع على الصليب يجب ألا يكون رد فعلنا الشعور بالخجل بل أن نمتد منه لنغفر لمن آذونا. عندما غفر عيسو ليعقوب تعانقا وبكيا (الآية 4) فكان يعقوب مغمورا بالامتنان وقدم العطايا كما هو متبع في الثقافة اليهودية. قبل عيسو العطايا ليبين ليعقوب أنه وجد نعمة في عينيه (الآيات 10-11).

التطبيق

- إن الغفران أمر أساسي من أصعب الأوامر التي وجهها لنا الرب يسوع، وبدون مساعدته من المستحيل أن نغفر لهؤلاء الذين آذونا، اطلب من الرب أن يعطيك قلب الغفران.
- ما هي آخر مرة شعرت فيها أنك مُسامَح مع أنك لم تستحق هذا الغفران؟ امتد بهذا الغفران لمن يحتاجون إلى غفرانك أيضًا.

الصلاة

أبي السماوي العزيز، أشكرك إذ أنه من خلالك يكون الغفران ممكنًا، يارب أنا أعترف أمامك أني لازلت أتألم في قلبي، فمن فضلك يارب أعطِ قلبي إرادة للغفران كما غفرت لي سابقًا مطلقًا إياي. في اسم يسوع، آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6