Wed | 2014.Apr.02

المصالحة من خلال النعمة

التكوينِ 42 : 9 - 42 : 20


الطريق إلى المصالحة
٩ فَتَذَكَّرَ يُوسُفُ الأَحْلاَمَ الَّتِي حَلُمَ عَنْهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «جَوَاسِيسُ أَنْتُمْ! لِتَرَوْا عَوْرَةَ الأَرْضِ جِئْتُمْ»
١٠ فَقَالُوا لَهُ: «لاَ يَا سَيِّدِي، بَلْ عَبِيدُكَ جَاءُوا لِيَشْتَرُوا طَعَامًا.
١١ نَحْنُ جَمِيعُنَا بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ. نَحْنُ أُمَنَاءُ، لَيْسَ عَبِيدُكَ جَوَاسِيسَ».
١٢ فَقَالَ لَهُمْ: «كَلاَّ! بَلْ لِتَرَوْا عَوْرَةَ الأَرْضِ جِئْتُمْ».
١٣ فَقَالُوا: «عَبِيدُكَ اثْنَا عَشَرَ أَخًا. نَحْنُ بَنُو رَجُل وَاحِدٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَهُوَذَا الصَّغِيرُ عِنْدَ أَبِينَا الْيَوْمَ، وَالْوَاحِدُ مَفْقُودٌ».
١٤ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «ذلِكَ مَا كَلَّمْتُكُمْ بِهِ قَائِلاً: جَوَاسِيسُ أَنْتُمْ!
١٥ بِهذَا تُمْتَحَنُونَ. وَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ لاَ تَخْرُجُونَ مِنْ هُنَا إِلاَّ بِمَجِيءِ أَخِيكُمُ الصَّغِيرِ إِلَى هُنَا.
١٦ أَرْسِلُوا مِنْكُمْ وَاحِدًا لِيَجِيءَ بِأَخِيكُمْ، وَأَنْتُمْ تُحْبَسُونَ، فَيُمْتَحَنَ كَلاَمُكُمْ هَلْ عِنْدَكُمْ صِدْقٌ. وَإِلاَّ فَوَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ إِنَّكُمْ لَجَوَاسِيسُ!».
١٧ فَجَمَعَهُمْ إِلَى حَبْسٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
بصيص من النعمة
١٨ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: «افْعَلُوا هذَا وَاحْيَوْا. أَنَا خَائِفُ اللهِ.
١٩ إِنْ كُنْتُمْ أُمَنَاءَ فَلْيُحْبَسْ أَخٌ وَاحِدٌ مِنْكُمْ فِي بَيْتِ حَبْسِكُمْ، وَانْطَلِقُوا أَنْتُمْ وَخُذُوا قَمْحًا لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ.
٢٠ وَأَحْضِرُوا أَخَاكُمُ الصَّغِيرَ إِلَيَّ، فَيَتَحَقَّقَ كَلاَمُكُمْ وَلاَ تَمُوتُوا». فَفَعَلُوا هكَذَا.

الطريق إلى المصالحة ( 42 : 9 – 17 )
«جَوَاسِيسُ أنْتُمْ! لِتَرُوا عَوْرَةَ الأرْضِ جِئْتُمْ!» ( عدد 9 ). ما الذي جعل يوسف يقول هذا؟ هل كان مجرد تصرف قاسي للانتقام جاء نتيجة مرارة و استياء لعشرين سنة؟ لا، لم يكن غرض يوسف من الحديث بقسوة لإخوته واتهامهم بالتجسس المرارة على الإطلاق. ولكنه يرى فُرصة لإنجاز عمل الله في حياة إخوته. إذ أن الله سيستخدم يوسف في مواجهتهم بالخطية التي ارتكبوها في حقه من عشرين سنة مما سيساعدهم على التحرر من ذنبهم بقيادتهم إلى الاعتراف و التوبة، وسيتم كل ذلك من خلال خطة استراتيجية بقيادة الروح. و سيؤدي هذا إلى مصالحة الإخوة مع يوسف ومع أبيهم يعقوب، وفي نهاية المطاف مع الله.
إن المصالحة دائماً ممكنة من خلال نعمة الله.

بصيص من النعمة (42 : 18 – 20 )
"ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: «افْعَلُوا هَذَا وَاحْيُوا. أنَا خَائِفُ اللهِ" ( عدد 18 ). ويقع هذا القول على إخوته كالصاعقة، لأنه يستخدم اسم الله كما يستخدمه العبرانين (الوهيم). وهكذا يعطي يوسف إخوته بصيصاً من الأمل عندما يقول لهم، "أنَا خَائِفُ اللهِ." إذ أنهم لم يتوقعوا هذا من هذا الحاكم المصري الذي يبدو قاسيا. وكانت تحوي هذه الكلمات ما يكفي من الأمل في معاملة عادلة حتي يمنعهم ذلك من الشعور باليأس، كما كشفت عن بعض الرحمة المخبأة وراء المظهر القاسي لهذا الرجل.
ولو لم يكن يوسف قاسياً معهم، لِمَا حصل على انتباهم. مما كان سيحطّم معنوياتهم، إذا لم يظهر لهم بصيصاً من النعمة.
أحبائي، إن نعمة الله تشرق من خلال رحمته، والذي يؤكده تأديبه.

التطبيق

- فلتأخذ وقتا للتأمل في عمق وعرض نعمة الله في حياتك. إذ أن رسالة الله هي رسالة المصالحة. ولذا فلتتُب عن أي خطايا وتسعى إلى المصالحة مع الله قبل السعي إلى المصالحة مع الآخرين.
- هل عاملك شخص ما بطريقة قاسية أو غير عادلة؟ فلتسعى إلى الصفح وإظهار التعاطف نحوه. فلتدع لُطف الله ورحمته يشرقان من خلال الصعاب وخيبات الأمل في حياتك.

الصلاة

ربي الحبيب، أنا آتي إليك بقلب تائب. فلتبكت قلبي على المناطق التي لا تليق مع الدعوة التي وضعتها بداخلي. ساعدني على إظهار الرحمة والنعمة للآخرين بنفس الطريقة التي تظهرها أنت لي. في اسم يسوع. آمين.

Apr | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6