خائفون من مصر (42 : 1 – 5 )
لماذا لا يريد أبناء يعقوب الذهاب إلى مصر؟ لسبب واحد، إن الرحلة إلى مصر طويلة وخَطِرة. وعلاوة على ذلك، تفجّر كلمة "مصر" داخل ضمائرهم الشعوربالذنب. إذ يمكنهم سماع خشخشة العملات الفضية التي تقاضوها من التجار مقابل بيع أخوهم يوسف إلى العبودية. وكانوا قد حاولوا لسنوات إسكات ضمائرهم المزعجة. ولكن يهيج العملاق النائم داخلهم،عندما يضعهم الله تحت ضغط المجاعة، والتي تقترن في ذات الوقت بكلمة "مصر". إذ لم يمح الزمن شعور ضمائر الإخوة العشرة بالذنب.
يمكنك أن تنظف وتفرك خطيتك كما تشاء وتأمل أن طول الزمن سيتعامل مع خطيتك، ولكن في يوم ما، ربما بعد مرور سنوات، سيضعك الله تحت نوع من الضغط في حياتك و سوف يحرّك ضميرك.
لذا فمن الأفضل أن تتوب و تتعامل مع خطيتك الآن قبل أن تواجهّا في وقت لاحق.

الهويات المخفية (42 : 6 – 8 )
يتعرّف يوسف على إخوته الذين باعوه للعبودية و خدعوا والده وجعلوه يصدّق أنه مات، و لكنهم لم يتعرفوا عليه. لقد سجدوا أمامه- الحدث الذي كشفت أحلام صباه عن حدوثه- والآن يجب عليه أن يقرر الطريقة التي سيحكم بها عليهم: هل سيعاملهم بقسوة أم بلطف. كان لدى يوسف ما يكفي من القوة أن يسحق إخوته. ومع ذلك، لم يفعل ذلك. بدلاً من ذلك، وكما تكشف لنا أحداث القصة، عامل يوسف إخوته بتفهم الله الذي اكتسبه من خلال التجارب التي مر بها. كما تؤكّد الأحداث أن الصعوبات التي مر بها يوسف لم تكن دون هدف إلهي و غرض أعظم.
إن يوسف يستجيب بالحب والعطف على الرغم من الشر الذي عُمل به. كما أنه فهم أيضا أن الله في الواقع صاحب السيادة!