الخلاص للمتواضعين (149 : 1 - 4 )
في بعض الأحيان يكون من السهل جداً أن نُقبل على العبادة بطريقة كسولة أو فاترة. ولكن الآيات الأربع الأولى من هذا المزمور تظهر أن المتواضعين و الودعاء الذين يعبدون عبادة حية، هم من يحصلون على الخلاص (عدد 4). والأمر ليس مسألة مشاعر، إذ أن أولئك الذين يحبون الله يخضعون أنفسهم عن طريق العبادة الذي يتجلى ويتضح من خلال الإبداع (غَنُّوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً – عدد 1) والفرح (عدد 2 )، والفيض (عدد 3).
كيف يمكن لقلوب أولاد الله أن لا تنفجر بالغناء والتسبيح عندما يسكب الله حبه عليهم ويسرٌّ نفوسهم؟ في الواقع، أننا نكسب قوة غير معقولة لنحيا حياة مقدسة عن طريق العبادة، حيث إن فرح الرب هو قوتنا ( نحميا 8 : 10 )

العقاب للمتكبر( 149 : 5 – 9 )
تظهر لنا الآيات 5-9 تحول مذهل، معلنة أن شعب الرب سوف يشترك مع الله في إصدار الحكم على المتكبرين (عدد 7- 9). قد يبدوهذا الأمر في شدة القسوة بالنسبة للكثير من القراء، لكن بالرجوع إلى المزمور السابق (148 : 13) حيث دُعي كل الناس للانضمام إلى إسرائيل في عبادة يهوه. فإن هذا عرض نعمة لا يستحقها أحد ، ولكنه يتطلب التواضع من جانب الطرف المدعو. وهذا يعني أن التوبة عن الخطية والامتناع عن عبادة الأصنام والتحول إلى الرب بإيمان. أمّا بالنسبة لأولئك الذين يرفضون هذه الدعوة الكريمة، فالأمر الوحيد الذي ينتظرهم هو حكم الملك.