Sun | 2014.Oct.05

شمشون ضد الفلسطينيين

القضاة 15 : 1 - 15 : 8


غضب ليس مقدسا
١ وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ، أَنَّ شَمْشُونَ افْتَقَدَ امْرَأَتَهُ بِجَدْيِ مِعْزًى.
٢ وَقَالَ: «أَدْخُلُ إِلَى امْرَأَتِي إِلَى حُجْرَتِهَا». وَلكِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَدَعْهُ أَنْ يَدْخُلَ. وَقَالَ أَبُوهَا: «إِنِّي قُلْتُ إِنَّكَ قَدْ كَرِهْتَهَا فَأَعْطَيْتُهَا لِصَاحِبِكَ. أَلَيْسَتْ أُخْتُهَا الصَّغِيرَةُ أَحْسَنَ مِنْهَا؟ فَلِْتَكُنْ لَكَ عِوَضًا عَنْهَا».
٣ فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «إِنِّي بَرِيءٌ الآنَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِذَا عَمِلْتُ بِهِمْ شَرًّا».
٤ وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى، وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ، وَوَضَعَ مَشْعَلاً بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ،
٥ ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ.
دوامة الانتقام
٦ فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «مَنْ فَعَلَ هذَا؟» فَقَالُوا: «شَمْشُونُ صِهْرُ التِّمْنِيِّ، لأَنَّهُ أَخَذَ امْرَأَتَهُ وَأَعْطَاهَا لِصَاحِبِهِ». فَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَأَحْرَقُوهَا وَأَبَاهَا بِالنَّارِ.
٧ فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «وَلَوْ فَعَلْتُمْ هذَا فَإِنِّي أَنْتَقِمُ مِنْكُمْ، وَبَعْدُ أَكُفُّ».
٨ وَضَرَبَهُمْ سَاقًا عَلَى فَخْذٍ ضَرْبًا عَظِيمًا. ثُمَّ نَزَلَ وَأَقَامَ فِي شَقِّ صَخْرَةِ عِيطَمَ.

غضب ليس مقدسا ( ١٥: ١ -٥ )
عندما يجد أن زوجته قد أعطيت لرفيقه، يدعي شمشون عدم مسئوليته عن أي خطا يفعله كرد فعل لهذا. بالرغم مما حدث له- يفتقد النص لهذا الأمر الحيوي- فالله لم يُحركه أو يُمكنه من طلب الانتقام. فقط يعبر شمشون عن مرارته و غضبه. يبدو أن هذا نمط حياة شمشون. فبينما يمنحه الله بنعمته مقدرة طبيعية، لكن يبدو أنه يعيش شعاره الكلمات الواردة في قضاة ١٥: ١١ "كما فعلوا بي هكذا فعلت بهم."

دوامة الانتقام(١٥ : ٦- ٨)
العنف يقود لمزيد من العنف. فرد الفعل للتدمير الذي أحدثه شمشون بالنار، حرق الفلسطينيون زوجته و حماه . و مرة ثانية يرد شمشون على هذا العنف الموجه ضده بمزيد من العنف. يرينا العدد السابع أنه لن يتوقف حتى يتمم هذا القصاص( عدد ٧)، و لكن يظهر من استمرار السرد أن هذا الفعل لم يكن الأخير. شهوة شمشون المستمرة للانتقام مأساوية. فبدلا من أن يسعى ليقود كقاضِ من أجل حرب الله المقدسة ضد أعداء إسرائيل، فقط يهتم بالانتقام الشخصي و يتجاهل دوره بين جماعة الله.

التطبيق

يجب أن نكون يقظين ،حتى لا نجد أنفسنا نخفي دوافع أنانية تحت ساتر الحماس الديني و نعتبره غضبا مقدسا. غالبا ما يكون هذا كبرياء ذاتي يقود إلى غضب غير مقدس.
لو اتبعنا طريق الانتقام، لن يكون هناك سلام أبدا. اللهث وراء الانتقام بسبب دوافع و إهانات شخصية، لايؤدي فقط إلى حياة العبث، لكن أيضا إلى حياة عدم الطاعة لله ،الذي يطلب منّا أن نترك الدينونة له.

الصلاة

إلهي الحبيب، ساعدني أن لا أخفي دوافعي الشخصية و عطشي للمجد الذاتي وراء "حديث روحي" و مثاليات مسيحية. في اسم يسوع المسيح، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6