Thu | 2015.Mar.26

حكمة مختلفة و اتجاهات مختلفة

صموئيل الأول 24 : 1 - 24 : 15


اتباع الحكمة البشرية
١ وَلَمَّا رَجَعَ شَاوُلُ مِنْ وَرَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «هُوَذَا دَاوُدُ فِي بَرِّيَّةِ عَيْنِ جَدْيٍ».
٢ فَأَخَذَ شَاوُلُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ رَجُل مُنْتَخَبِينَ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَذَهَبَ يَطْلُبُ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ عَلَى صُخُورِ الْوُعُولِ.
٣ وَجَاءَ إِلَى صِيَرِ الْغَنَمِ الَّتِي فِي الطَّرِيقِ. وَكَانَ هُنَاكَ كَهْفٌ فَدَخَلَ شَاوُلُ لِكَيْ يُغَطِّيَ رِجْلَيْهِ، وَدَاوُدُ وَرِجَالُهُ كَانُوا جُلُوسًا فِي مَغَابِنِ الْكَهْفِ.
الثقة في الحكمة الإلهية
٤ فَقَالَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ: «هُوَذَا الْيَوْمُ الَّذِي قَالَ لَكَ عَنْهُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَدْفَعُ عَدُوَّكَ لِيَدِكَ فَتَفْعَلُ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». فَقَامَ دَاوُدُ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ سِرًّا.
٥ وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ،
٦ فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ».
٧ فَوَبَّخَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِالْكَلاَمِ، وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى شَاوُلَ. وَأَمَّا شَاوُلُ فَقَامَ مِنَ الْكَهْفِ وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ.
٨ ثُمَّ قَامَ دَاوُدُ بَعْدَ ذلِكَ وَخَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ وَنَادَى وَرَاءَ شَاوُلَ قَائِلاً: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ». وَلَمَّا الْتَفَتَ شَاوُلُ إِلَى وَرَائِهِ، خَرَّ دَاوُدُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ.
٩ وَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا تَسْمَعُ كَلاَمَ النَّاسِ الْقَائِلِينَ: هُوَذَا دَاوُدُ يَطْلُبُ أَذِيَّتَكَ؟
١٠ هُوَذَا قَدْ رَأَتْ عَيْنَاكَ الْيَوْمَ هذَا كَيْفَ دَفَعَكَ الرَّبُّ اليَومَ لِيَدِي فِي الْكَهْفِ، وَقِيلَ لِي أَنْ أَقْتُلَكَ، وَلكِنَّنِي أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ وَقُلْتُ: لاَ أَمُدُّ يَدِي إِلَى سَيِّدِي، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ.
١١ فَانْظُرْ يَا أَبِي، انْظُرْ أَيْضًا طَرَفَ جُبَّتِكَ بِيَدِي. فَمِنْ قَطْعِي طَرَفَ جُبَّتِكَ وَعَدَمِ قَتْلِي إِيَّاكَ اعْلَمْ وَانْظُرْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِي شَرٌّ وَلاَ جُرْمٌ، وَلَمْ أُخْطِئْ إِلَيْكَ، وَأَنْتَ تَصِيدُ نَفْسِي لِتَأْخُذَهَا.
١٢ يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ، وَلكِنْ يَدِي لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ.
١٣ كَمَا يَقُولُ مَثَلُ الْقُدَمَاءِ: مِنَ الأَشْرَارِ يَخْرُجُ شَرٌّ. وَلكِنْ يَدِي لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ.
١٤ وَرَاءَ مَنْ خَرَجَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ وَرَاءَ مَنْ أَنْتَ مُطَارِدٌ؟ وَرَاءَ كَلْبٍ مَيْتٍ! وَرَاءَ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ!
١٥ فَيَكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَيَرَى وَيُحَاكِمُ مُحَاكَمَتِي، وَيُنْقِذُنِي مِنْ يَدِكَ».

اتباع الحكمة البشرية (٢٤ : ١- ٣)
يفقد شاول نعمة الله عليه و فضله بسبب عصيانه الشديد لله، و يرفضه الله كملك على إسرائيل و القائد لشعبه. كان يمكن لشاول أن يتضع أمام الله و يتوب، لكن بدلا من أن يلتفت إلى الله و يثق فيه، يبعد عن الله و يثق في قدراته الشخصية، وقوته و مصادره و من حوله. يقرر شاول التحكم في كل الأمور بسبب عدم شعوره بالأمان و مخاوفه. يحاول التخلص من الإنسان الذي يهدده ، داود، و يأخذ أغلى ما لديه؛ هويته كملك. يفشل في أن يدرك أن أهم شيء ليس ملكه، لكن الشخص الذي منحه الملك.

الثقة في الحكمة الإلهية ( ٢٤: ٤- ١٥)
تختلف أفعال داود كثيرا عن أفعال شاول، والملاحظ جدا أنه غير مستعد أن يقتل مسيح الرب، شاول، بينما شاول مستعد أن يفعل ذلك،مع أن داود مُسِح كملك مبكرا. يريد رجال داود منه أن يقتل شاول، و الذي يبدو منطقيا و طبيعيا. لكن لا يتبع داود الحكمة التقليدية و لا يتدخل بنفسه، بل يثق أن الله سينفذ خطته و يحقق قصده في وقته. يجد داود تعزية و رجاءفي ثقته في توقيت و حكمة الله بدلا من الحكمة و التوقيت البشريين. بالمثل يدعونا الله لنجد الرجاء و الراحة في يسوع المسيح و ما فعله.

التطبيق

يسقط شاول من النعمة لأنه اهتم بمُلكه أكثر من اهتمامه بالله. يكشف صراعه مع داود وثنية قلبه. هل تركز على العطية أم المعطي؟
تساعد ثقة داود في الله ،أن يظهر لشاول الاحترام و التوقير بينما هو يحاول قتله. هل تثق في حكمة الله أم تتبع الحكمة البشرية ؟

الصلاة

أبي و ألهي، أشكرك لأنه في المسيح قد صار كمال الحكمة متاحا. أصلي أنه بقوة الروح القدس الذي يحيا في بالإيمان بيسوع المسيح، أن أطلب حكمتك وليس الحكمة البشرية، في اسم يسوع القدير، آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6