نقد غير منصف ( ١٢: ١-٣)
يتعرض موسى للهجوم من أقرب الناس إليه، من أخيه و من أخته. يأتي هارون و مريم إلى موسى تحت قناع التساؤل عن زواجه من إمراءة جوشية ، لكن ما يريدانه بالفعل هو تحدي علاقته بالله و سلطته كقائد . يضع عدد ( ٣) علامة هامة تصف موسى " كرجل متضع، أكثر اتضاعا من أي رجل أخر على وجه الآرض" يظهر اتضاعه عندما يمتنع عن الانتقام و يختار أن لا يدافع عن نفسه أمام أخيه و أخته. النقد البنّاء و المحاسبة أمور صحية لأي قائد في أي منظمة أو خدمة، لكن هناك فرق كبير بين التوبيخ المحب و الهجوم الشخصي الذي يقوده الغيرة و الكبرياء.

توبيخ إلهي ( ١٢: ٤-٨)
يسرع الرب للدفاع عن موسى . يشير إلى طبيعة العلاقة المتميزة بينه و بين موسى و يسأل مريم و هارون لماذا كانا بهده الجرأة في الكلام مع خادمه المختار. هذه اللحظة لها دلالة خاصة جدا. إذ كان موسى يمر بوقت صعب في قيادته لشعب إسرائيل. فإذا لم يكن قد تم التعامل مع هذا الهجوم عليه من قلب فريقه، بالتأكيد كانت سيتسرب إلى كل المجتمع الإسرائيلي بعواقب مميتة. يحث الله أولاده على أن يكرموا مَن هم السلطة، الذين يضعهم فوقنا و نحاكي اتضاع ابنه الذي" لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله؛ لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد" ( فيلبي ٢: ٦-٧ ).