Tue | 2019.Jan.29

تكلفة الملكوت

إنجيل مرقس 10 : 17 - 10 : 31


الأغنياء وملكوت الله
١٧ وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
١٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
١٩ أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلُبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».
٢٠ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي».
٢١ فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ».
٢٢ فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ.
الكل للمسيح
٢٣ فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!»
٢٤ فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ:«يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!
٢٥ مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ»
٢٦ فَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟»
٢٧ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ:«عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ».
٢٨ وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ:«هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».
٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ،
٣٠ إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.
٣١ وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَالآخِرُونَ أَوَّلِينَ».

الأغنياء وملكوت الله(17:10–22)
يوجد شيءٌ واحدٌ مشترك في خدمة يسوع هو أن الناس المختلفين يقتربون منه ويسألونه كل أنواع الأسئلة، وهو يستجيب لهم بحسب حالة قلوبهم. هذه المرة يقترب منه رجل غني بسؤال صادق وحقيقي. ماذا يجب عليه أن يفعل ليرث الحياة الأبدية؟ هناك شيء مدهش في هذا اللقاء. ترى عيون يسوع المُحبة شيئًا خاطئًا في هذا الرجل. مع أنه كان يحفظ الناموس، فإن قلبه كان شديد التعلق بثروته. فقد كانت ثروته هي الإله الذي يخدمه ولها الدور الأكبر والفعال في حياته. كل واحد منا قلبه متعلق بشيءٍ أو شخصٍ ما. لذا يجب علينا أن نفحص قلوبنا ونتأكد من أنها مكرسة ومخصصة للمسيح فوق كل شيء آخر.

الكل للمسيح(23:10-31)
يشعر التلاميذ بالدهشة من قَول يسوع أنه صعبٌ على الأغنياء أن يدخوا ملكوت الله. ومن ثمَّ يسألونه مَن إذًا يستطيع أن يخلص؟ ويرد يسوع موضحًا أنه لا إنسان ولا شيء في هذا العالم يمكنه أن يشتري أو يكسب الخلاص بأي مُقابل. إن الخلاص بنعمة الله وحدها. ثم بعد ذلك يأمرنا يسوع بأن نضحي بكل شيء من أجله ومن أجل الإنجيل. يقول يسوع إن أولئك الذين يضطرون إلى مغادرة بيوتهم سيواجهون الاضطهادات، لكنه يعدهم بالمكافآت في هذا الوقت الحاضر وأيضًا في الأبدية. إن الحياة في ملكوت الله ليست هي ما سنحصل عليه من وراءها على الإطلاق، بل هي التزام وخضوع للرب. والكثيرون ممَن قد تم اعتبارهم والتعامل معهم على أنهم الأقل شأنًا على هذه الأرض سيكون لهم مكانة عظيمة في ملكوت السماوات.

التطبيق

ما هي الأشياء الأخرى التي لا يزال قلبك مُتعلقًا بها؟ كيف يمكننا التأكد من أن قلوبنا مكرسة لله فوق كل شيء آخر؟
ماذا يعني بالنسبة لك أن تضحي بكل شيء من أجل الإنجيل؟ كيف يمكننا أن نُذكِّر أنفسنا اليوم أن الخلاص ليس بأعمالنا ولكنه بنعمة الله؟

الصلاة

يا ربي يسوع، اكشف لي عن الآلهة – الأصنام - التي في قلبي والتي بسهولة تُعطلني وتشتت انتباهي عن أن أتبعك؟ أشكرك على أنك تُذكِّرني بأنك الوحيد القادر على أن يمنحني الخلاص. أشكرك لأنك مُت من أجلي وخلصتني من خطاياي. في اسمك، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6