Mon | 2020.Sep.28

خائن أم وطني

إرميا 38 : 1 - 38 : 13


إخراس الحق
١ وَسَمِعَ شَفَطْيَا بْنُ مَتَّانَ، وَجَدَلْيَا بْنُ فَشْحُورَ، وَيُوخَلُ بْنُ شَلَمْيَا، وَفَشْحُورُ بْنُ مَلْكِيَّا، الْكَلاَمَ الَّذِي كَانَ إِرْمِيَا يُكَلِّمُ بِهِ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلاً:
٢ «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: الَّذِي يُقِيمُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ. أَمَّا الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى الْكَلْدَانِيِّينَ فَإِنَّهُ يَحْيَا وَتَكُونُ لَهُ نَفْسُهُ غَنِيمَةً فَيَحْيَا.
٣ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هذِهِ الْمَدِينَةُ سَتُدْفَعُ دَفْعًا لِيَدِ جَيْشِ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا».
٤ فَقَالَ الرُّؤَسَاءُ لِلْمَلِكِ: «لِيُقْتَلْ هذَا الرَّجُلُ، لأَنَّهُ بِذلِكَ يُضْعِفُ أَيَادِيَ رِجَالِ الْحَرْبِ الْبَاقِينَ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ، وَأَيَادِيَ كُلِّ الشَّعْبِ، إِذْ يُكَلِّمُهُمْ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ. لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ لاَ يَطْلُبُ السَّلاَمَ لِهذَا الشَّعْبِ بَلِ الشَّرَّ».
٥ فَقَالَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا: «هَا هُوَ بِيَدِكُمْ، لأَنَّ الْمَلِكَ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْكُمْ فِي شَيْءٍ».
٦ فَأَخَذُوا إِرْمِيَا وَأَلْقُوْهُ فِي جُبِّ مَلْكِيَّا ابْنِ الْمَلِكِ، الَّذِي فِي دَارِ السِّجْنِ، وَدَلُّوا إِرْمِيَا بِحِبَال. وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجُبِّ مَاءٌ بَلْ وَحْلٌ، فَغَاصَ إِرْمِيَا فِي الْوَحْلِ.
بطل غير متوقع
٧ فَلَمَّا سَمِعَ عَبْدَ مَلِكُ الْكُوشِيُّ، رَجُلٌ خَصِيٌّ، وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ، أَنَّهُمْ جَعَلُوا إِرْمِيَا فِي الْجُبِّ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ فِي بَابِ بَنْيَامِينَ،
٨ خَرَجَ عَبْدَ مَلِكُ مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ وَكَلَّمَ الْمَلِكَ قَائِلاً:
٩ «يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، قَدْ أَسَاءَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَا فَعَلُوا بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ، الَّذِي طَرَحُوهُ فِي الْجُبِّ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ فِي مَكَانِهِ بِسَبَبِ الْجُوعِ، لأَنَّهُ لَيْسَ بَعْدُ خُبْزٌ فِي الْمَدِينَةِ».
١٠ فَأَمَرَ الْمَلِكُ عَبْدَ مَلِكَ الْكُوشِيَّ قَائِلاً: «خُذْ مَعَكَ مِنْ هُنَا ثَلاَثِينَ رَجُلاً، وَأَطْلِعْ إِرْمِيَا مِنَ الْجُبِّ قَبْلَمَا يَمُوتُ».
١١ فَأَخَذَ عَبْدَ مَلِكُ الرِّجَالَ مَعَهُ، وَدَخَلَ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ، إِلَى أَسْفَلِ الْمَخْزَنِ، وَأَخَذَ مِنْ هُنَاكَ ثِيَابًا رِثَّةً وَمَلاَبِسَ بَالِيَةً وَدَلاَّهَا إِلَى إِرْمِيَا إِلَى الْجُبِّ بِحِبَال.
١٢ وَقَالَ عَبْدَ مَلِكُ الْكُوشِيُّ لإِرْمِيَا: «ضَعِ الثِّيَابَ الرِّثَّةِ وَالْمَلاَبِسَ الْبَالِيَةَ تَحْتَ إِبْطَيْكَ تَحْتَ الْحِبَالِ». فَفَعَلَ إِرْمِيَا كَذلِكَ.
١٣ فَجَذَبُوا إِرْمِيَا بِالْحِبَالِ وَأَطْلَعُوهُ مِنَ الْجُبِّ. فَأَقَامَ إِرْمِيَا فِي دَارِ السِّجْنِ.

إخراس الحق (38: 1-6)
تكشف هذه القصة إلى أي مدى سينجذب البعض لجحد حق كلمة الله. اتهم مسؤولو الدولة إرميا بالخيانة قائلين إن أقواله تُضعف من عزيمة الشعب والبقية من الجنود. ويتباحثون في قتل إرميا بسبب خيانته المزعومة، لكن صدقيا الملك الضعيف يرفض أن يأمر هو بذلك. ويقول إن مصيره في يدهم هم. وفي عمل عنيف وقاسي، رموا إرميا في جُب ليموت جوعًا ببطء. نرى محبة إرميا لشعبه في استعداده ليتكلم بكلمة الله، بغض النظر عن التكلفة. لذا ينبغي أن تشجعنا أمانة هذا النبي لنتمثل به.

بطل غير متوقع (38: 7-13)
عبر أسفار الكتاب المقدس، نجد الله يستخدم أفراد غير متوقعين ليتمموا مقاصده. هنا، نجد خادم من كوش يدعى عبد ملك سمع عما يواجه إرميا من قسوة، فأخبر صدقيا الملك الذي قبل ذلك كان قد ترك مصير إرميا في يد أعدائه. وباقتناعه إن عقوبة إرميا قاسية للغاية، أمر عبد ملك أن يستعين بثلاثين رجلًا ويرفعوا إرميا من الجُب ويضعونه في دار الحرس. بإلقاء الكاتب الضوء على عِرق الخادم، يريد أو يوضح لنا حينما أظهر الغرباء الذي يعيشون في يهوذا الأصالة والرأفة تجاه خدام الله، افتقر إليها كليًا قادة الشعب أنفسهم. ومثل عبد ملك، فليستخدمنا الله لنوقظ من يعلمونا كلمة الله ونشجعهم.

التطبيق

متى سعى الآخرون إلى إخراسك عن قول حق كلمة الله؟ كيف يحاول أعداء كلمة الله إسكاتها اليوم؟
متى استخدمك الله بطريقة غير متوقعة لتتمم مشيئته؟ كيف توقظ مشجعًا من يحتاج اليوم إلى هذا؟

الصلاة

ربي، أقر وأعترف أن ما من شيء أهم في حياتي من الشهادة لحقك. امنحني الشجاعة لأشير بأمانة للآخرين إلى المسيح من خلال أقوالي وأفعالي. باسم الرب يسوع، آمين.

Sep | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6