الله يؤسس داود (89 : 19 - 29)
ينتقل كاتب المزمور من تسبيح الله على قوته وصفاته إلى التركيز على أفعال محددة له في التاريخ، وهي تأسيس بيت داود. اللغة المستخدمة هنا تشير بشكل مجازي لداود وتنبئ بالمسيح. يمكن لداود أن يدعو الله بــ "أبي" ويعطى لقب الابن البكر، ولكن يسوع وحده هو الابن الوحيد المولود من الله . صاحب المزمور لا يفهم كيف سيفي الله بكلمته. ومع ذلك، لايزال يستطيع أن يُعدد وعود الله ويجعل حياته تتكل عليها.
علينا أن نتذكر الطريقة التي تعامل بها الله معنا في ماضينا الشخصي. نحن بحاجة بأن نُذكَر أنفسنا بالأمور التي وعد بأن يفعلها لنا. نحن لا نعرف كل التقلبات والالتواءات التي ستمر بها حياتنا، ولكننا نستطيع أن نجزم بأن الله سوف يكون أميناً لوعوده.

أمانة الله المضمونة ( 89 : 30 - 37)
العهد الذي اقامه الرب مع داود هو عهد أبدي وغير مشروط، ولكن هذا لا يعني أن الخطيئة تمر دون عقاب. فالرب "أَفْتَقِدُ بِعَصًا مَعْصِيَتَهُمْ، وَبِضَرَبَاتٍ إِثْمَهُمْ" ( الآية 32). لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ (أمثال 3 : 12 & العبرانيين 12 : 6). بالرغم من أن تأديب الرب يُشعرنا بشعور غير سار، لكنه في الواقع دليل قاطع على محبته وأمانته.
لا يستند أمننا على أدائنا، المتغير، ولكن على أمانة الله المضمونة. كما يشجع بولس الرسول تيموثاوس بقوله "إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ".، (2تيموثاوس 2 :13 ). حتى عندما نأدب من قبل الرب، يمكننا أن نكون على ثقة أنه لن يتركنا أبداً أو يتخلى عنا "أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي." (عدد 33).