حبوا بعضكم بعضًا (12: 9-10)
يقدم بولس وصفًا بسيطًا عن الحياة التي تُرضي الله؛ يقول إنها حياة تتسم بالمحبة، المحبة الأصيلة التي لا تتعلق بكل ما هو خير فحسب، بل تمقت الشر أيضًا. فهذان وجهان لعملة واحدة. محبة تعكس طبيعة محبة الله التي تنطوي على رحمته ونعمته وأيضًا بره وعدله. لقد أُظهرت محبة الله هذه في حياة الرب يسوع المسيح وموته، الذي من خلاله أظهر الله محبته للعالم ببذله لابنه ليأخذ عنا دينونة خطايانا. لذا يريدنا الله أن نحب الآخرين بهذه المحبة عينها التي أظهره لنا. فدعونا نكرم بعضنا بعضًا ونضع أنفسنا للآخرين بالنعمة والحق.

غيرة وفرح (12: 11-14)
يحذر بولس من الافتقار إلى غيرة السير مع الله. إن الاغتباط بالذات والكسل لا وجود لهما في حياة المسيحي لأنه يستحيل أن يكون المرء مُخلَصًا بدم المسيح ويفتقر إلى الرغبة في طاعة وصاياه. حين ندرك مدى فداحة خطيتنا وننال غفران الله، من المؤكد سنمتلئ بالفرح الذي يتحول إلى فعل. إن الفرح الذي يتحدث عنه بولس لا يعتمد على الأحوال الشخصية، بل فرح يتوقع وينتظر مجد السماوات الذي سيختبره كل مؤمن في المستقبل. إن هذا الفرح هو ما يدفعنا لتحمل ومن التجارب والمثابرة بالصلاة والعطاء بسخاء للمحتاجين ومباركة مضطهدينا.