Wed | 2019.Jan.30

إنكار الذات في الخدمة

إنجيل مرقس 10 : 32 - 10 : 45


حياة من الموت
٣٢ وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ، وَكَانُوا يَتَحَيَّرُونَ. وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ. فَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ أَيْضًا وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ:
٣٣ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ،
٣٤ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
العظمة الحقيقية
٣٥ وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا».
٣٦ فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟»
٣٧ فَقَالاَ لَهُ:«أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ».
٣٨ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟»
٣٩ فَقَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ.
٤٠ وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ».
٤١ وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
٤٢ فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.
٤٣ فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا،
٤٤ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا.
٤٥ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».

حياة من الموت(32:10-34)
يتوجه يسوع إلى أورشليم، وهو مدرك تمامًا لكل ما سوف يحدث له هناك. وربما قد أذهل ذلك تلاميذه لأنه بالرغم من أن قادة المؤسسة الدينية والسياسية اليهودية كانوا يضمرون العداء المُتزايد نحو يسوع، إلا أنه يُصر على الذهاب إلى أورشليم. فيُخبرهم يسوع بتفاصيل ما ينتظره هناك. أنه سوف تتم خيانته هناك وسيُحكم عليه بالموت ويُسلَّم إلى الأمم ثم يهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه. ولكن لن تكن هذه هي النهاية. بل سيقوم يسوع من الأموات بعد ثلاثة أيام. لأنه عن طريق موت يسوع، سيحصل كل من يؤمن به على الحياة. وعلى الرغم من أننا لم نُدع للموت من أجل خلاص الآخرين، إلا أننا مدعوون إلى الأقتداء بالمسيح في أن نحيا بجرأة وإنكار للذات من أجل ملكوت الله.

العظمة الحقيقية(35:10-45)
يأتي اثنان من التلاميذ، يعقوب ويوحنا، إلى يسوع بطلب جريء إلى حدٍ ما. وهو إنهم يُريدون الجلوس على جانبيّ - يمين ويسار - يسوع في ملكوته الآتي. فيبدأ يسوع في أن يُعلِّم كل التلاميذ بعد ذلك عن أن العظمة الحقيقية تتحقق فقط من خلال الخدمة المُضحية بالذات وغير الأنانية. ويقول لهم إن الأماكن المجاورة له هي محفوظة للذين قد أُعِدَّت لهم. شعر التلاميذ الآخرون بالغضب عندما سمعوا طَلب يعقوب ويوحنا، لكن استخدمه يسوع كفرصة لتعليمهم عن ما هي العظمة الحقيقية. يسوع هو مثلنا الأعلى الذي يجب أن نحتذي به. فهو قد بذل حياته من أجلنا، لكي نحيا نحن من أجله. وأولئك الذين يريدون أن يكونوا عظماء، يجب أن يكونوا خُدامًا للجميع.

التطبيق

كيف يمكنك أن تقتدي بحياة يسوع في العيش بجرأة وإنكار للذات والتضحية من أجل الآخرين؟ كيف شجعتك ثقة يسوع في قصد الله الآب وقامت بتحفيزك على أن تحيا مثله؟
كيف يمكنك أن تُحقق العظمة الحقيقية؟ مَن هو الشخص الذي تستطيع أن تخدمه اليوم؟

الصلاة

أبي السماوي، علمني كيف أحيا في إماتة الذات وخدمة الآخرين. أُخضع لك ذاتي وكل قيمة وأهمية لنفسي أُعطيها لك. أصلي أن أتعلم من يسوع كيف أصبح مثله في أن أكون خادمًا بذلك النوع من الخدمة التي دُعيت لأحياها. في اسم يسوع أصلي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6