Mon | 2019.Jan.21

الجوع الروحي

إنجيل مرقس 8 : 1 - 8 : 13


جمهور جائع آخر
١ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ كَانَ الْجَمْعُ كَثِيرًا جِدًّا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، دَعَا يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمْ:
٢ «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ.
٣ وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ صَائِمِينَ يُخَوِّرُونَ فِي الطَّرِيقِ، لأَنَّ قَوْمًا مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيدٍ».
٤ فَأَجَابَهُ تَلاَمِيذُهُ:«مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هؤُلاَءِ خُبْزًا هُنَا فِي الْبَرِّيَّةِ؟»
٥ فَسَأَلَهُمْ:«كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا:«سَبْعَةٌ».
٦ فَأَمَرَ الْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا، فَقَدَّمُوا إِلَى الْجَمْعِ.
٧ وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هذِهِ أَيْضًا.
٨ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ الْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَل.
٩ وَكَانَ الآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ.
علامة على عدم الإيمان
١٠ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.
١١ فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ.
١٢ فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ:«لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هذَا الْجِيلُ آيَةً!»
١٣ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضًا السَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى الْعَبْرِ.

جمهور جائع آخر(1:8-9)
يجد يسوع نفسه مع جمع جائع مرة أخرى. هذه المرة كانوا معه لمدة ثلاثة أيام! فإنهم لم يكونوا يبحثون عن طعام، على الأقل ليس طعامًا جسديًا. لأنهم كانوا جائعين إلى الطعام الروحي. فيُشفق يسوع على الجمع الكبير، لأنه يَعلم أن الطعام الجسدي ضروري لهم لأنهم سيبدؤون رحلة العودة الطويلة إلى بيوتهم. ومثلما فعلوا من قبل، يُشير التلاميذ إلى أنه من الواضح صعوبة الحصول على ما يكفي من الطعام في هذا المكان المعزول والبعيد عن المدينة. فيسألهم يسوع عما إذا كان لديهم بعض الطعام. فأحضروا له سبعة أرغفة والقليل من السمك الصغير، وقد أخذها يسوع ووزعها؛ فأكل وشبع أربعة آلاف شخص. والطعام المتبقي بعد ما شبعوا كلهم قد ملأ سبعة سلال. عندما نكون في حالة جوع روحي، فلنأتِ إلى الله بكل طمأنينة وإيمان بأنه يشبع ويُسدِّد كل احتياجاتنا بوفرة بحسب غناه تمامًا مثلما فعل هذا الجمع من الناس.

علامة على عدم الإيمان(10:8-13)
يَعبر يسوع وتلاميذه بحر الجليل إلى منطقة دَلْمَانُوثَةَ. وهناك يقابل الفريسيين، الذين يرون في يسوع تهديدًا لهم. قد جاؤوا يختبرونه بطلب آية – معجزة - من السماء. يريد الفريسيون شيئاً مثيرًا ومُذهلاً فيُجبرهم على قبول الإيمان. يعرف يسوع دوافعهم غير النقية، ثم يتنهَّد يسوع بعمق ويرفض أن يعمل لهم ما يطلبونه. لأنه بالفعل قد عمل وأظهر أكثر من الكافي، وأيضًا هناك العديد من العلامات والنبوات الكتابية التي تحققت لتُثبت أن يسوع هو ابن الله. فيعود يسوع إلى القارب، ثم يَعبر إلى الجانب الآخر من الشاطئ، ثم يرحل. لأن المُطالبة بصُنع الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ هي علامة على عدم الإيمان. فلنتذكَّر أن صُنع الآيَاتِ وَالْعَجَائِب دائمًا ما يتبع إيماننا، وليس العكس.

التطبيق

متى تكون جائعًا وعطشًا روحيًا، مَن هو الشخص أو ما هو الشيء الذي تلجأ إليه لكي تشبع وترتوي؟ كيف يسدَّد الله لك احتياجاتك؟
متى طلبت علامات - آيات وعجائب - من الله؟ كيف يُمكنك أن تقاوم وتحارب عدم إيمانك والشكوك التي تهاجمك؟

الصلاة

يا ربي يسوع، ساعدني أن أطلب وجهك وأسعى وراءك يا مُعطي العلامات - الآيَاتِ وَالْعَجَائِب - ولا أن أطلب العلامات - الآيَاتِ وَالْعَجَائِب - نفسها. أضع إيماني فيك وحدك. ساعدني على أن أكون أكثر شبهًا للجمع الجائع، وأن أكون أقل شبهًا للفريسيين غير المؤمنين. في اسمك، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6