Wed | 2018.Dec.05

رحمة لشعب الله

يونان 4 : 1 - 4 : 11


ليس عدلا \
١ فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا، فَاغْتَاظَ.
٢ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ.
٣ فَالآنَ يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي».
٤ فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟».
المنقذ العظيم
٥ وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ، وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ، حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ.
٦ فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا.
٧ ثُمَّ أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ.
٨ وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ رِيحًا شَرْقِيَّةً حَارَّةً، فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ. فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ، وَقَالَ: «مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي».
٩ فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ».
١٠ فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ.
١١ أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟».

ليس عدلا ( ٤: ١-٤)
فإذ قد خلقنا على صورة الله، شُكلنا على أن نكره الظلم. نشعر بغضب عميق عندما نرى البريء يُعاقب، و المذنب حر، و الضعيف يُقهر. لكن ، الله بالتأكيد أكثر رحمة و نعمة مما يمكن أن نكون، فهو مستعد أن يغفر للتائب حتى عندما يكون مُدان بأكبر الخطايا. هذا هو ما يفعله مع أهل نينوى عندما يمنع العقاب الذي يستحقونه عن عدل. مثل يونان، ربما نرى أعمال الله على أنها غير عادلة، لكن يجب أن ندرك أن الله أظهر لنا نفس الرحمة و العطف من خلال خلاصه. نحن نستحق غضب الله، تماما مثل أهل نينوى ، و لكن من محبته العظيمة، شملنا برحمته و خلصنا من عواقب خطايانا.
المنقذ العظيم ( ٤: ٥-١١)
أهم ملمح في هذا الحوار بين الله و يونان النهاية التي تبدو غير متوقعة .يقدم الله ليونان إجابة نهائية و مؤكدة، و ليس له حق الرد. في الحقيقة، يونان ليس عنده الكثير الذي يمكن أن يقوله. يهتم الله بأهل نينوى تماما مثلما يهتم بيونان. من نحن لنقرر أن حنوه و عطفه في الإتجاه الخطأ ؟ عندما يعتقد شخصا ما أن رحمة الله "ذهبت بعيدا" ، يخدع هذا قلبا يفتقد للامتنان للنعمة و الحنان الغير مستحقين اللذين أظهرهما لنا الله في المسيح يسوع. خلاص الله للجميع، و إرساليتنا أن نذهب و نخبر العالم بكيف يمكن أن ينالوه.

التطبيق

من في حياتك يستحق رحمة الله و نعمته؟ كيف يمكن أن تصلي لأجلهم اليوم؟
هل حاولت أن تضع حدودا حول رحمة الله و نعمته؟ ما الذي يمكن أن تفعله لتشارك بحنانه مع من حولك ؟

الصلاة

إله كل رحمة، امنحني أن أتذكر دائما رحمتك التي شملتني و لم أكن مستحقا لها عندما غفرت خطاياي. دعني أبتهج بحنانك و عطفك اللذين لا يتوقفان تجاه كل الشعوب. في اسم يسوع المسيح. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6