Fri | 2017.Dec.01

المزمور النبوي

المزامير 22 : 1 - 22 : 17


صرخة مألوفة
١ إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟
٢ إِلهِي، فِي النَّهَارِ أَدْعُو فَلاَ تَسْتَجِيبُ، فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوَّ لِي.
٣ وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ.
٤ عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ.
٥ إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجَوْا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزَوْا.
٦ أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ.
٧ كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ، وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ:
٨ «اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ».
٩ لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي.
١٠ عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلهِي.
١١ لاَ تَتَبَاعَدْ عَنِّي، لأَنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ، لأَنَّهُ لاَ مُعِينَ.
شبه المخلص المتألم
١٢ أَحَاطَتْ بِي ثِيرَانٌ كَثِيرَةٌ. أَقْوِيَاءُ بَاشَانَ اكْتَنَفَتْنِي.
١٣ فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ كَأَسَدٍ مُفْتَرِسٍ مُزَمْجِرٍ.
١٤ كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي.
١٥ يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي.
١٦ لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.
١٧ أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ.
١٨ يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ.

صرخة مألوفة ( ٢٢: ١-١١)
سيبدو العدد الأول مألوفا لأي شخص قرأ عن صلب يسوع. على الصليب، ردد يسوع صرخات سالفيه من الاضطراب و الضيق، مكررا كلمات داود في العدد الأول من هذا المزمور ( متى ٢٧: ٤٦). و لكن دلالة إشارة يسوع إلى هذا المزمور، ترتبط أكثر بالأجزاء التي لم يرددها يسوع. نرى داود في الأعداد ٣-٨، يثق في الرب بالرغم من ضيقه. حتى في أحلك لحظات يأسه، يسترجع داود أمانة الله طوال علاقته معه في الماضي. اعتمد يسوع أيضا على هذه الحقيقة في وقت احتياجه العميق. فحتى في آلامه وثق يسوع في الله الأب تماما كما فعل داود منذ قرون سابقة.

شبه المخلص المتألم ( ٢٢: ١٢-١٨)
يختبر داود ثلاث أنواع من العوز الشديد؛ الروحي والنفسي و الآن الجسدي، إذ يشعر بأن جسده قد بدأ يتحلل. يصف في هذه الأعداد معاناته و مشاعره بالعجز بينما يهاجمه الأعداء. يمكن استخدام هذه الأعداد أيضا لوصف ما اختبره يسوع على الصليب. تمت صرخات اضطراب داود النبوية بعد قرون عندما دفع يسوع الثمن الكامل لتأمين البر الذي لهث داود ورائه كثيرا. نحن نخدم إله اختار أن يدخل إلى معاناة الإنسان و يتعاطف مع كل عوز و احتياج لشعبه. أي كان الألم الذي نواجهه في مسيرتنا مع المسيح، لنا ثقة لأن يسوع اختبره و هزمه.

التطبيق

حتى أكثر الأشخاص فرحا و مخافة لله معرض للاكتئاب و اليأس. ما هي بعض الحقائق عن الله التي يمكن أن تعتمد عليها عندما يغلبك اليأس المرة القادمة؟
تألم كلا من يسوع و داود بشدة على أيدي أعدائهما الذين سعوا لتدميرهما بالكامل. كيف يمكن أن تمنحك معرفتك بانتصارهما الرجاء في وسط آلامك و جهادك.

الصلاة

سيدي يسوع، أشكرك من أجل تألمك بدلا عني و وعدك أنك ستكون حاضرا في وسط آلامي. ساعدني أن أثق بك بينما أسير في أودية اليأس المظلمة. اجعلني أشبهك. في اسمك. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6