Tue | 2015.Dec.01

رثاء الخطية و أثارها

مراثي إرميا 1 : 1 - 1 : 11


أورشليم تُهدم
١ كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ! كَيْفَ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ. السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ!
٢ تَبْكِي في اللَّيْلِ بُكَاءً، وَدُمُوعُهَا علَى خَدَّيْهَا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ مِنْ كُلِّ مُحِبِّيهَا. كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا، صَارُوا لهَا أَعْدَاءً.
٣ قَد سُبِيَتْ يَهُوذَا مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ. هِيَ تَسْكُنُ بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ تَجِدُ رَاحَةً. قَدْ أَدْرَكَهَا كُلُّ طَارِدِيهَا بَيْنَ الضِّيقَاتِ.
٤ طُرُقُ صِهْيَوْنَ نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَى الْعِيدِ. كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ. عَذَارَاهَا مُذَلَّلَةٌ وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ.
٥ صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْسًا. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا. ذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ قُدَّامَ الْعَدُوِّ.
٦ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِنْتِ صِهْيَوْنَ كُلُّ بَهَائِهَا. صَارَتْ رُؤَسَاؤُهَا كَأَيَائِلَ لاَ تَجِدُ مَرْعًى، فَيَسِيرُونَ بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ.
الخطية تقود للدمار
٧ قَدْ ذَكَرَتْ أُورُشَلِيمُ فِي أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا وَتَطَوُّحِهَا كُلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ. عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بِيَدِ الْعَدُوِّ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا. رَأَتْهَا الأَعْدَاءُ. ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا.
٨ قَدْ أَخْطَأَتْ أُورُشَلِيمُ خَطِيَّةً، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رَجِسَةً. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ.
٩ نَجَاسَتُهَا فِي أَذْيَالِهَا. لَمْ تَذْكُرْ آخِرَتَهَا وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ. «انْظُرْ يَا رَبُّ إِلَى مَذَلَّتِي لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ تَعَظَّمَ».
١٠ بَسَطَ الْعَدُوُّ يَدَهُ عَلَى كُلِّ مُشْتَهَيَاتِهَا، فَإِنَّهَا رَأَتِ الأُمَمَ دَخَلُوا مَقْدِسَهَا، الَّذِينَ أَمَرْتَ أَنْ لاَ يَدْخُلُوا فِي جَمَاعَتِكَ.
١١ كُلُّ شَعْبِهَا يَتَنَهَّدُونَ، يَطْلُبُونَ خُبْزًا. دَفَعُوا مُشْتَهَيَاتِهِمْ لِلأَكْلِ لأَجْلِ رَدِّ النَّفْسِ. «انْظُرْ يَارَبُّ وَتَطَلَّعْ لأَنِّي قَدْ صِرْتُ مُحْتَقَرَةً».

أورشليم تُهدم ( ١: ١ -٦ )
كيف يكون شعورك إذا دُمرت مدينتك؟ أعيش في انجلترا بينما أكتب هذا. في الشتاءالماضي ضُربت انجلترا بالعديد من الفيضانات في أجزاء مختلفة من البلد. دُمر الناس، و لكن في كثير من الأوقات كان رد فعل الانجليز تجاه الكارثة، التعالي، تقليل ضخامة ما حدث. على العكس ، ينوح اليهود في قنوط عندما دمر البابليون أورشليم. لاحظ أن اللغة التأكيدية المستخدمة في الأعداد الستة الأولى، مثل أصبحت الملكة عبدة ( عدد ١ )، صار الأصدقاء أعداء ( عدد ٢)، لا تستريح بل في كرب و مرارة ( الأعداد ٣-٤ )، فقدت جمالها ( عدد ٦ )، كل هذا جزء من عملية الرثاء و الاستعداد للإقرار بكيف صارت الأمور في الحقيقة.

الخطية تقود للدمار ( ١: ٧- ١١)
منذ فترة مضت، اجتازت كمسيحي بفصل في حياتي، سلبت من الخطية ما هو أفضل، و انزلقت نظرتي الخارجية للحياة إلى الاكتئاب و الحزن . طبقا لكاتب المراثي ما حدث لي على مستوى شخصي، حدث لإسرائيل كدولة. يرى الكاتب أن خطية إسرائيل هي سبب الانهيار الذي تغلّب على أمتهم. حسب القصةالكتابية، تبعت إسرائيل آلهة مزيفة لفترة طويلة قبل مجيء الدينونة في شكل غزو بابل ليهوذا و أورشليم. يشير الكاتب لهذا كالخطية الأساسية، سواء على مستوى الشعوب أو المستوى الشخصي،حتميا يقود اللهث وراء ألهة مزيفة للخطية ، و يتبع الخطية الدمار و القنوط.

التطبيق

كيف يمكن لهذه الأعداد الأولى من المراثي أن تعلمك كيف تكون استجابتك لمثل هذه المحن المدمرة؟ ما الخطوات الملموسة التي يمكن أن تتخذها لتظهر الحب لشخص يختبر ظروف مشابهة؟
هل يمكنك أن تتذكر وقتا في حياتك عندما أدت الخطية للدمار و الحزن؟ ماذا علمك؟ لماذا من المهم أن نرثي الخطية في حياتنا الشخصية وكذلك كشعوب؟

الصلاة

أبي السماوي، ساعدنا أن نعرف أنفسنا، خاصة ضعفاتنا، فنهرب من التجربة إليك بالإيمان، في بحثنا عن النعمة في وقت الاحتياج. علمنا أن لان نحزن فقط على خطيتنا ، و لكن أن نهرب منها عندما تقترب إلينا. في اسم يسوع المسيح، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6