Thu | 2015.Jul.30

التضحية بالذات أم الانغماس في الذات

إنجيل مرقس 10 : 32 - 10 : 45


تضحية يسوع بنفسه
٣٢ وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ، وَكَانُوا يَتَحَيَّرُونَ. وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ. فَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ أَيْضًا وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ:
٣٣ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ،
٣٤ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
انغماس يعقوب و يوحنا في ذواتهما
٣٥ وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا».
٣٦ فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟»
٣٧ فَقَالاَ لَهُ:«أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ».
٣٨ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟»
٣٩ فَقَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ.
٤٠ وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ».
٤١ وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
٤٢ فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.
٤٣ فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا،
٤٤ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا.
٤٥ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».

تضحية يسوع بنفسه ( ١٠: ٣٢- ٤٥)
وعد الرب يسوع في الأعداد السابقة أنه من يترك بيتا أو عائلة من أجله، سيختبر مستوى من الغنى أكثر تعويضا لما تركه، لكنه مصحوبا بالاضطهاد (عدد ٣٠) . غنى يقود إلى الموت والتضحية بالذات. و كما يفعل يسوع دائما، يسير أمامنا و يقود الطريق ( عدد٣٢). الرب يسوع ليس فقط يسير معنا في معاناتنا، لكن أيضا يمهد طريقنا في وقت الألم و التجارب و الصراع فنستطيع أن نتبعه. كما يعبر عنها كاتب رسالة العبرانيين" فإذا لنا رئيس كهنة أعظم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسك بالاقرار. لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلاخطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد عونا في حينه ( ٤: ١٤-١٦).

انغماس يعقوب و يوحنا في ذواتهما ( ١٠: ٣٥- ٤٥)
لقد تحدث يسوع لتوه عن موته الذي على وشك الحدوث و مع ذلك يسأل يعقوب و يوحنا الرب يسوع إذا كان من الممكن أن يجلس واحد عن يمينه و الآخر عن يساره عندما يأتي ملكوته بكامل مجده. يجيب يسوع بدرس في القيادة و هو المعضلة التي تشكل كل خدمته. معضلة القيادة المسيحية ؛ أن القائد يصبح آخر الكل، و أن ينقص القائد ليزيد الآخرون. لذلك يقول يسوع " لأن ابن الإنسان لم يأت ليخُدَم بل يَخدِم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين" ( عدد ٤٥). للمرة الثانية، يقدم يسوع المثال على القيادة. مَن يريدون أن يحققوا أعلى مكانة في ملكوت الله، يجب أن ينحنوا للأسفل في العالم.

التطبيق

المعاناة ليست بالضرورة دلالة على أن الشخص خارج مشيئة الله، إذ أن يسوع المسيح نفسه قد تألم. كيف يمكن لمعرفتنا بأن يسوع المسيح يسير معنا في ألمنا و يقود الطريق؛ أن تساعدنا؟
التلمذة المسيحية تتكون من إثنين الألم و المجد، والألم يأتي دائما أولا؟ لماذا يصارع أحيانا المؤمنون مع حقيقة الألم و المجد؟

الصلاة

أبي السماوي، علمني أن أتألم جيدا، و أن الحياة ليست حول تمجيد الذات لكن حول التضحية بالذات و الخدمة! ساعدني أن أتبع إثر خطوات الملك الخادم، يسوع المسيح،ا لذي لم يأت ليُخدم بل ليَخدِم. في اسم يسوع المسيح، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6