Sun | 2015.Jan.04

معاناة الأخ الأكبر

الرسالة إلى العبرانيين 2 : 10 - 2 : 18


صار كاملا من خلال المعاناة
١٠ لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ.
١١ لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً،
١٢ قَائِلاً:«أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ».
١٣ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ». وَأَيْضًا:«هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ».
يشبه إخوته
١٤ فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،
١٥ وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ­ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ­ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.
١٦ لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ.
١٧ مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.
١٨ لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.

صار كاملا من خلال المعاناة ( ٢: ١٠- ١٣)
ربما يكون العدد (١٠) هنا من أكثر الأعداد المثيرة للدهشة في كل العهد الجديد. " لانه لاق بذاك الذي من أجله الكل و به الكل، و هو آت بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام". بمعنى أُعد يسوع المسيح الإعداد الكامل لدوره في خطة الله للخلاص من خلال المعاناة. أن يحيا حياة مثلنا، أي أن يكون في الجسد(عدد ١٤)، عرف يسوع كل أنواع الآلام و التجارب و الاغراءات ، لانه اختبر الحياة بكل أفراحها، آلامها، متاعبها و تعقيداتها، لكن بلا خطية (٤: ١٥). فالله ليس بعيدا عن متاعبنا، لكن أقرب جدا مما نتخيل. فهو الصديق الألصق من الأخ (أمثال ١٨: ٢٤).

يشبه إخوته (٢ : ١٤ -١٨ )
إذ كان لديك شك في أن الله منعم، تقدم لك هذه الأعداد نغنمة تصالحية. يُذكِّر كاتب رسالة العبرانيين القراء بأن القصد الذي لآجله صار يسوع يشبه إخوته، هو أنه يختبر الموت، و بهذا يكسر رئيس الموت، إبليس، و ينقذنا من عبودية الخوف من الموت (عدد ١٥). يسوع فقط هو المُؤهَّل، أن يكون ذبيحة كفارية عنا، إذ عاش بلا خطية، و أن يكون رئيس الكهنة الأعظم، فيتوسط بيننا و بين الله الآب. تعمل إنسانية يسوع و كهنوته معا لنسترد علاقتنا بالله و لمعونتنا في وقت التجربة .

التطبيق

كثيرا ما نتسرع و نفترض أن الله بعيدا عنا لأننا نعاني. لكن الحقيقة أنه معاناتنا ربما لأن الله قريبا منا و ليس ببعيدا عنا. عندما تعاني المرة القادمة ، لاتجري إلى مخلص مزيف بل تذكر يسوع، رئيس كهنتنا الأعظم، الذي مات لأجلك يقدر أن يساعدك في وقت الاحتياج.

الصلاة

إلهي و سيدي، علمني أن لا أطلب الراحة المزيفة في وقت المعاناة، بل علمني أن أطلبك و أجدك كرئيس كهنتي الأعظم الذي مات لأجلي و يعرف ضعفاتي. علمني أن أهرب من التجربة بأن أقترب بجرأة من عرش نعمتك. في اسم الحبيب، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6