Tue | 2014.Aug.19

رجاء بعد اليأس

أعمال الرسل 27 : 13 - 27 : 26


يأس
١٣ فَلَمَّا نَسَّمَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ، ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ مَلَكُوا مَقْصَدَهُمْ، فَرَفَعُوا الْمِرْسَاةَ وَطَفِقُوا يَتَجَاوَزُونَ كِرِيتَ عَلَى أَكْثَرِ قُرْبٍ.
١٤ وَلكِنْ بَعْدَ قَلِيل هَاجَتْ عَلَيْهَا رِيحٌ زَوْبَعِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا «أُورُوكْلِيدُونُ».
١٥ فَلَمَّا خُطِفَتِ السَّفِينَةُ وَلَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُقَابِلَ الرِّيحَ، سَلَّمْنَا، فَصِرْنَا نُحْمَلُ.
١٦ فَجَرَيْنَا تَحْتَ جَزِيرَةٍ يُقَالُ لَهَا «كَلَوْدِي» وَبِالْجَهْدِ قَدِرْنَا أَنْ نَمْلِكَ الْقَارِبَ.
١٧ وَلَمَّا رَفَعُوهُ طَفِقُوا يَسْتَعْمِلُونَ مَعُونَاتٍ، حَازِمِينَ السَّفِينَةَ، وَإِذْ كَانُوا خَائِفِينَ أَنْ يَقَعُوا فِي السِّيرْتِسِ، أَنْزَلُوا الْقُلُوعَ، وَهكَذَا كَانُوا يُحْمَلُونَ.
١٨ وَإِذْ كُنَّا فِي نَوْءٍ عَنِيفٍ، جَعَلُوا يُفَرِّغُونَ فِي الْغَدِ.
١٩ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَمَيْنَا بِأَيْدِينَا أَثَاثَ السَّفِينَةِ.
٢٠ وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا.
الرجاء
٢١ فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ، حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ:«كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي، وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ، فَتَسْلَمُوا مِنْ هذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ.
٢٢ وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ.
٢٣ لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ،
٢٤ قَائِلاً: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ.
٢٥ لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي.
٢٦ وَلكِنْ لاَ بُدَّ أَنْ نَقَعَ عَلَى جَزِيرَةٍ».

يأس (٢٧ : ١٣ - ٢٠)
تعطي رياح خفيفة بصيص من الأمل للبحارة أنه من الممكن أن يصلوا إلى جهتهم المقصودة. فيبدأون الإبحار لكن فجأة يجدون أنفسهم في قلب عاصفة رهيبة. يسجل لوقا كاتب سفر أعمال الرسل بالتفصيل كم كانت العاصفة رهيبة و ما قاموا به من محاولات بائسة ليبقوا على قيد الحياة. البحارة ليسوا قليلي الخبرة. يعرفون جيدا ما يجب عمله في عاصفة كهذه ..كضبط إتجاه و حمولة السفينة ليبقوا على قيد الحياة. هذه هي أولوياتهم، لكن بعد كل ما قاموا به لمدة ثلاثة أيام .كانت العاصفة مازالت تضربهم بقوة إلى درجة أنهم فقدوا كل أمل في البقاء علي قيد الحياة. كانوا فعلاَ في يأس.

الرجاء ( ٢٧: ٢١- ٢٦ )
بمرور بعض الوقت، يتكلم بولس كلمات مشحعة. من المدهش أنه حتى في هذه اللحظة الحرجة، لا تفوته الفرصة أن يوبخهم لتصرفهم ضد الحكمة بإبحارهم في هذا الوقت من السنة. و بسرعة يلفت بولس انتباههم إلى إلهه المنعم و يوصّل الرسالة التي استقبلها من الله بخصوص مصير رحلتهم هذه. ما يستحق الذكر منها أمرين. أولاَ، يوضح بولس جيداَ أنه يثق بالله و أن كل الأمور ستحدث تماماَ كما قال الله. ثانياَ، معرفتهم أن الله سيضمن سلامتهم لا يعني التواكل و إهمال كل ما ينبغي عمله حتى يصلوا إلى هذه السلامة (عدد ٢٦).

التطبيق

يجب أن نتذكر أنه عندما نعتمد على أدواتنا، سنكون في نفس المركب كما هؤلاء البحارة في هذه العاصفة. بدون الله سيغلبنا اليأس في النهاية.
عندما تناقض كلمات الله ما يحدث في العالم من حولنا، هل تثق في الله و تؤمن أن كل شيء سيحدث كما قال؟ هل ثقتك في الله تشجعك أن تعمل أكثر في المهام الموضوعة عليك؟

الصلاة

أبي السماوي، أخاف مرات كثيرة مما يحدث في العالم من حولي، قريباَ أو بعيداَ. ساعدني أن أتغلب على اليأس و أتمسك بالرجاء فيك وحدك. . في اسم يسوع المسيح، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6