Mon | 2013.Sep.09

الموعظة على الجبل (الجزء 3)

إنجيل متى 5 : 33 - 5 : 48


العهود
٣٣ «أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ.
٣٤ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ،
٣٥ وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ.
٣٦ وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.
٣٧ بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.
الانتقام والمحبة
٣٨ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.
٣٩ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.
٤٠ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا.
٤١ وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.
٤٢ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.
٤٣ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.
٤٤ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،
٤٥ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.
٤٦ لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
٤٧ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟
٤٨ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.

العهود (مت 5: 33 - 37)
إننا بطبيعتنا دائماً ما نسرع في قطع الوعود عندما نريد أن نحصل على شيء من الآخر. فنقول ما تريد الناس سماعه وهكذا نستطيع أن نحصل على ما نريد وقتما نريده. ولكن يعلمنا يسوع هنا أن لا نتساهل في قطع الوعود والعهود. فلا يجب أن نعطي كلمة دون تفكير أو تركيز. حيث إن الوعود التي يقطعها الله كلها مضمونة وثابتة ، وذلك لأن الله هو الإله حافظ العهد . فكيف يمكن لأبناءه أن يكونون مختلفين عنه؟ هل نعطى الوعود دون أن يكون لدينا النية في تحقيقها أو حتى السعي في اتباع هذه الوعود؟ أحبائي بدلاً من التسرع في قطع وعود لن تستمر طويلاً أو لا وجود الاستعداد لتحقيقها و هو الأسواء ، فلنأخذ وقتاً لدراسة ثقل و تأثير كلماتنا التي سنعد بها و ليكن كلامنا هو "نعم، نعم" أو "لا،لا".

الانتقام والمحبة (مت 5: 38- 48)
نتجه إلى الأنتقام من الشخص الذي يؤلمنا ، عندما نشعر بأذى وألام. فنريد له أن يتألم مثلي أو على أقل تقدير يواجه ما أواجه. لكن يسوع يعلمنا شيئا مختلفا تماماً. فهو يقول عندما يؤذيك أحد لا تنتقم بل اصفح عنه مظهراً محبة وغفران أكثر. لاشك أن هذا أمر صعب ولاسيما أن في نهاية الأمر أكد المسيح على وصية أن نحب اعدائنا. حيث إن محبة الله لم تكن للصالحين ، بل في الحقيقة كانت العكس فإن الصليب في الأساس كان يعكس محبة يسوع للأعداء والموت عن الآخرين الغير صالحين حتى يعرفوا المسيح. لذلك إذا كان هذا هو المثل الذي يقطعه المسيح بنفسه فكيف ننكره نحن في حياتنا؟ هل من السهل أن نعيش الحياة بهذا المبدأ؟ بالطبع لا . هل يمكن تحقيق هذا الأمر ؟ إنه أمر صعب ولكن ليس مستحيلا بقيادة الروح القدس وعندما تتغلغل محبة الله في قلوبنا. وحيهنا فقط سيصبح الأمر ليس فقط ممكنا ولكن طبيعيا داخل قلوبنا .فهذا هو الحب الجذرى الذي يغير العالم.

التطبيق

- علينا أن نكون حذرين للكلمات التي نقولها والوعود التي نقطعها. حيث إن هذا لا يعلمنا فقط تقدير قيمة الكلمات التي نقولها ، ولكن ذلك سيجعل الآخرين يثقون فينا نظراً لشفافيتنا وصدقنا.
- هل تستطيع أن تحب أعدائك؟ قد لا يتحقق ذلك اليوم أو غداً لكنه أمر غير مستحيل. الله قد بدأ بالفعل هذا داخلك، فيا ليت حبه لك يتغلب على كل الألآم و الحزن الداخلي حتى تشفي وتمتلىء بالمحبة للآخرين.

الصلاة

يا إلهنا الحبيب ، علمنا أن نكون مثلك أكثر ، اشفنا واملاْ قلوبنا بمحبتك وعقولنا بمعرفتك. فلتعطنى الحكمة والشفقة مع الأخرين. في إسم المسيح، أمين.

Sep | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6