Fri | 2013.Jul.05

العدالة والنفاق

الرسالة إلى أهل رومية 2 : 1 - 2 : 11


الوعاء والغلاية
١ لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا!
٢ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ.
٣ أَفَتَظُنُّ هذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا، أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟
٤ أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟
عدل الله
٥ وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ،
٦ الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.
٧ أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.
٨ وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ،
٩ شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ.
١٠ وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ.
١١ لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.

الوعاء والغلاية ( 2 : 1– 4)
تجلب لذهني هذه المقولة "الوعاء يدعو الغلاية بالسوداء" حقيقة النفاق. فنحن نشعر بخيبة الأمل عندما نسمع أنه عندما يتم مطالبة السياسيين بالمساءلة المالية يتضح أنهم كانوا يستولوا على الأموال بوضعها في حساباتهم الشخصية. و نغضب عندما نكتشف أن لدى القساوسة الذين يعظون ضد الفجور الجنسي حياتهم الفاسقة الخاصة. فمن الصعب علينا أن نجد أنفسنا نتلقى المحاضرة من قبل الناس الذين من الواضح أنهم ليسوا أفضل مما نحن عليه. يحذرنا بولس في هذا المقطع ضد الحكم على الأخرين. ولكن هذا لا يعني أننا نلقي بالقيم وراء ظهورنا. بل يعني أن نظهر الحكمة والتعقل في حياتنا، ورحمة ونعمة في أحكامنا. فالناس الذين يفترضون أن الحكم على الآخرين يجب أن يكون نتيجة بينه من التمحيص،سوف يأتي اليوم الذي ستتعرض فيه حياتهم لنفس تلك المقاييس. يدعونا بولس أن نبتعد عن التفاهة وأن ندخل في علاقة حقيقية مع الله وجسد المسيح.

عدل الله ( 2 : 5 – 11 )
أن ندين الأخرين فهذا يعني أنه ينبغي علينا أن نكون نحن أيضا فوق كل الشبهات . والمقصود هنا هو المفهوم الروحي، أننا نحن الرجال والنساء – لسنا كاملين ولكننا نعكس قداسة الله ومحبته. فنحن نضع أنفسنا في موقف حرج جداً عندما نكون غير نادمين ونستمر في الحكم على الآخرين. ويجب أن نتذكر أيضا أن هذا لا يتعلق فقط بالطريقة التي نتصرف بها – حيث أن الله يستطيع أيضا معرفة دوافعنا، وأنه يعرف قلوبنا. ولذا لا يمكن أن نتوهم التوبة والتواضع أمام الله. حيث أننا سوف نتحمل مسؤولية أفعالنا وقلوبنا، وسوف يكون الله هو صاحب الحكم النهائي. ولن يكون هناك محسوبية لدى لله حيث أنه قاض نزيه وكامل. ولن يكون هناك أي أعذار نظراً إلى أن التوبة والحق قد كانا متاحين لنا. فالخاطيء ينال المجد عندما يتواضع ويتوب.

التطبيق

المرة القادمة التي تميل فيها لإدانة الأخرين، أو إلى أن تشير إلى وجود خلل ما، توقف وفكٌر إذا كنت قد فعلت نفس الشيء من قبل أم لا. وفي غالب الأمر،ستكون بالفعل قد قمت بنفس الشئ من قبل. دعونا نتدرب على أن نتمهل في أصدارالأحكام وأن نسرع في التفهم.
-ومن الغريب هو قدرتنا على عدم تفهم الآخرين ولكن نطالب ونتوقع التفهم من الآخرين نحونا. إذا أردنا تغيير هذه العقلية، يجب أن نفحص دائماً حياتنا الخاصة قبل إصدار الأحكام على الآخرين. دعونا نتعلم أن نكون صادقين مع أنفسنا.

الصلاة

يا رب، أنا أصلي لك من أجل أن تعطيني قلب متواضع وأن تنزع مني أي روح إدانة. علمني كيف أحب وأخدم. أنا طفلك، وأنت وهبتني إبنك . أعطني القلب الذي يحب كما أحببتني. في إسم يسوع. أمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6