يسوع ينبئ بخراب الهيكل
كان هذا الحديث تعقيباً على مجد الهيكل ، وكانت أعمدة الهيكل المثبتة عليها الأقبية والأروقة مصنوعة من الرخام الأبيض ، يتكون كل عمود من قطعة واحدة يبلغ ارتفاعها أربعين قدماً،ومن روائع الهيكل " الكرمة العظمى " وهي من الذهب الخالص ، يبلغ طول العنقود الواحد فيها قامة رجل عادي ، وتتزين الواجهة الأمامية للهيكل بألواح الذهب الثقيلة الوزن ، وكلما سطعت الشمس وأرسلت أشعتها على الذهب ترتد الأشعة بضياء وهاج متلألئ لا يستطيع الإنسان أن ينظر إليه لئلا يأخذ بريق الذهب من عينيه ، وكان يخيل للناظر الغريب أن الهيكل قمة جبل بلوري تكسوه الثلوج البيضاء والناصعة ، ولقد عمل الكثيرين فى الهيكل حتى يصل بهذا الشكل الرائع الذى أعجب الجميع و أبهرهم، و فى وسط إعجابهم هذا ، قال لهم الرب يسوع إنه سيتهدم تماماً و قد حدث هذا بالفعل فى عام 70 م عندما أحرق جيش الرومان أورشليم. . و لم يكن يسوع يقصد أن يصدم التلاميذ لكنه كان يريد تحذيرهم من المسحاء الكذبة، و الكوارث الطبيعية و الإضطهادات، و فى وسط هذه الإضطهادات يعد الله بأن " شعرة من رؤوسكم لا تهلك " و هذا ليس معناه انهم لا يتعرضوا لأذى أويقتلوا، و لكن المقصود أن لا يعانى المؤمنين من الضياع الروحى أو الأبدى،فقد تموت على الأرض لكنك تحفظ للحياة الأبدية. فلم يترك يسوع التلاميذ خائفين ، لكنه طمأنهم انه سيظل معهم ليحميهم و ليعلن ملكوته بواسطتهم. ووعد انه يأتى فى النهاية بقوة لينقذهم من كل هذا، و أشار إليهم ألا يهتموا بميعاد مجيئه ، بل يهتموا بالإستعداد لمجيئه. فحتى لو تخلى عنك الجميع ثق أن الروح القدس معك و يعزيك و يعطيك الكلمات التى تحتاجها.