تشبيه الملكوت ( 18 - 21 )
لقد شَّبه المسيح الملكوت هنا تشبيهين الأول: حبة خردل وهي بذرة صغيرة جداً و تزرع في الحقول ثم تنمو فتصير شجرة كبيرة يصل ارتفاعها مترين أوما يزيد ،لذلك تجد الطيور من أغصانها مكاناً للسكن ومستفيدة بخضرتها وثمرها ، ولقد قصد يسوع أن الأمور العظيمة تبدأ من البدايات الصغيرة ،لذلك يوجد مكان في ملكوت الله لكل أنواع الناس باختلاف تفكيرهم وطبقاتهم واختباراتهم ومعتقداتهم ،فلن يوجد في الملكوت غني وفقير ،كبير وصغير،مجهول وشهير ، لكل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة ، ثم الثاني : الخميرة ، وأخذ المسيح هذا المثل مما رأه في البيت والخميرة قطعة عجين مختمرة تؤخذ من العجينة الماضية ، وتظل مخمرة ، وهي تشير لقوة التأثير فقد يكون شخص واحد سبباً في وصول رسالة المسيح لجماعة أو بلد أو مؤسسة ،وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد ملاحظة تفاعل الخميرة علنياً لكنها تستمر في عملها ،فتغير الأشخاص من الداخل تغييراً جوهرياً ،والخميرة تحول حياة الإنسان من الجمود للحركة والتفاعل ، فملكوت الله هو الخميرة التي تملأ حياة الإنسان سلاماً ويغمر القلب بقوة هائلة ،فلا يسكت حتى يمحو الشر من الأرض بالتغيير بقوة الله .هل لك تأثير في من حولك ؟ماهو المعطل ؟

الذين يدخلون الملكوت ( 22 – 30 )
يحذر يسوع هنا من خطر التكاسل في الحياة الروحية والإرتكان على أمجاد الماضي ، وكلمة اجتهدوا تحمل معنى الجهاد الأليم المضني ، فحياتنا المسيحية تشجعنا على المثابرة والتقدم الدائم إلى الأمام فمن لايتقدم إلى الأمام سيرجع إلى الخلف ،والطريق المسيحي يشبه من يتسلق جبلاً ليصل إلى قمته ،وقد دافع الناس عن أنفسهم أنهم يعرفون المسيح لكن المفاجأة أنه لم يكن يعرفهم ، وهذا خطر أن نعتبر الإيمان ميراث مكتسب من الآخرين ،فالسؤال سيكون شخصي من أنت ؟ كيف أتيت إلى هنا ؟ لا تستطيع الحياة بصلاح مستعار ،ماذا فعلت لتنمو وتزيد مع المسيح ؟ هل يعرفك شخصياً ؟ إن مقاييس السماء تختلف عن معايير الأرض ومن كان الأول على الأرض قد يكون الأخير في السماء ،وقد نفاجأ بأشخاص لم نكن نتوقعهم يذهبون للسماء والعكس.
فهل تتوقع ذهابك للسماء ؟