Tue | 2013.Feb.12

الألم والرحمة

إنجيل لوقا 13 : 1 - 13 : 17


الألم والفرصة الأخرى
١ وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم.
٢ فقال يسوع لهم: «أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطاة أكثر من كل الجليليين لأنهم كابدوا مثل هذا؟
٣ كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون.
٤ أو أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم؟
٥ كلا أقول لكم! بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون».
٦ وقال هذا المثل: «كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فأتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد.
٧ فقال للكرام: هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرا في هذه التينة ولم أجد. اقطعها. لماذا تبطل الأرض أيضا؟
٨ فأجاب: يا سيد اتركها هذه السنة أيضا حتى أنقب حولها وأضع زبلا.
٩ فإن صنعت ثمرا وإلا ففيما بعد تقطعها».
الرحمة تنتصر
١٠ وكان يعلم في أحد المجامع في السبت
١١ وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتة.
١٢ فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يا امرأة إنك محلولة من ضعفك».
١٣ ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجدت الله.
١٤ فرئيس المجمع وهو مغتاظ لأن يسوع أبرأ في السبت قال للجمع: «هي ستة أيام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم السبت»
١٥ فأجابه الرب: «يا مرائي ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضي به ويسقيه؟
١٦ وهذه وهي ابنة إبرهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة أما كان ينبغي أن تحل من هذا الرباط في يوم السبت؟»
١٧ وإذ قال هذا أخجل جميع الذين كانوا يعاندونه وفرح كل الجمع بجميع الأعمال المجيدة الكائنة منه.

الألم والفرصة الأخرى ( 1- 9 )
هناك حادثتين غامضتين ،الأولى حادثة الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم ،فقد كان لهم دور فعال في المشاغبات وخاصة السياسية منها ، وذلك لرفضهم المشروعات التوسعية التي أراد تمويلها من أموال الهيكل ،ولقد تظاهر بيلاطس بالصبر وطول الأناة إلى أن أتى يوماً ،وضاق من هذه الاضطرابات ،وامر جنوده أن يتخفوا وسط اليهود بملابس يهودية فوق الملابس الحربية وينقضوا على اليهود عند اعطاء الإشارة وقد نفذ الجنود الرومانيون الخطة بدقة وقتلوا الجليليليون مع آخرين،والحادثة الثانية هي بناء أهل سلوام لبرج لحفظ المياه وتخزينها وقت الأمطار لاستعمالها وقت الجفاف ،ولم يظهروا الحقيقة لبيلاطس بل خدعوه وأخذوا أموالاً طائلة أكثر من حقهم فسقط عليهم البرج وكانوا 18 شخص ، المسيح أراد أن يؤكد أن آلام الشخص لا تتوقف على خطاياه الشخصية أو صلاحه الشخصي ،لكن الأمة التي تبعد عن الله فمصيرها الهلاك لا محالة ،لذلك يطيل الله أناته وإمهاله ولطفه ليعطي الإنسان فرصة أخرى وهذا ما فعله مع شجرة التين ، لكن هناك فرصة نهائية بعدها الحساب ،فلا تؤجل ولاحظ حياتك اليوم .

الرحمة تنتصر ( 10- 17 )
كان رئيس المجمع والذين على شاكلته يهتمون بالنظام أكثر من محبة الآخرين ، وكان حفظهم للشريعة الجامدة أهم من حياة تلك المرأة المنحنية والمسألة هي علاقة الفرد بالنظام ففي زحام الدول يصير الفرد مجرد رقم ،لكن المسيحية تضع الفرد أولاً قبل أي نظام وتعطيه حقه وتقف حامية له مدافعة عنه ، فلا يجب أن تتحول الكنيسة لسياسة واداريات جامدة أكثر منها عبادة الله وخدمة الناس ،فكم من مشاكل متعددة تقوم في الكنائس بسبب التمسك بالصوريات والشرعيات التي لا حياة فيها ولا روح ، فحينما يسود القانون الجامد الجاف بدون الحق تضيع المحبة بين الناس ، فالمسيح يشدد على عمل الرحمة والشفقة وعدم تأخيرهما ،فإله الشريعة يريد خير الإنسان ورحمة الإنسان ، ونحن اليوم هل تحولنا لقوالب جامدة ؟أم أن رحمة المسيح وشفقته تنتصر في حياتنا لتظهر لتعتني بالآخرين .

التطبيق

ربما تكون في ألم ولم ترتكب أي شر ،ضع ثقتك في الله واجلس أمامه في صلاة واطلب المعونة لتعبر هذه المحنة
لا تجعل كلمات الناس الثقيلة تؤثر فيك ،اطلب تشجيع من الله ،وخذ كلمات من الكتاب المقدس بدلاً منها
فكر في حياتك هل هي مثمرة ؟راجع اليوم برنامجك واستثمر الوقت القادم لتكون مثمر وتحقق حطة الله لك
اكتب طرق خلاقة للظهار لرحمة المسيح للآخرين وابدأ التدريب عليها واظهارها ، ربما تكون هناك نظم تحتاج لمراجعتك لتكون أكثر لطف نحو الآخرين .

الصلاة

أشكرك من أجل محبتك ولطفك وامهالك كل هذا الوقت ،نقيني من كل شوائب تمنع الاثمار واجعل هذه السنة في حياتي ،تثمر أكثر من كل السنين الماضية ،أشكرك لأجل الألم شددني لأعبر هذا الوقت ،ولا أشك في صلاحك أبداً ، املأني برحمتك وشفقتك فأهتم بمن حولي وأشعر بهم في اسم المسيح آمين .

Feb | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6