خطايا الفريسين ( 37 – 44 )
تعجب الفريسي لأن يسوع لم يغسل يديه قبل تناول الطعام ، وليس هذا النقد بسبب حرصه على النظافة ، بل لأن الفريسيين اعتادوا ذلك لوجود شريعة تلزم أن يغسل الإنسان يديه بطريقة خاصة قبل الأكل ومن حين لآخر أيضاً ،وقد اهتم الفريسيون بكل دقائق وتفاصيل الإغتسال ،فمثلاً تصب المياه أولاً على الأصابع حتى تصل إلى المعصم ،ثم تمسح كفة اليد الواحدة في الأخرى ثم تصب المياه ثانية على اليد مبتدئة من المعصم إلى أن تأتي إلى الأصابع . وكل من يتهاون في صغيرة منهم فقد ارتكب خطأ شنيعاً. ويجب أيضاً على اليهودي المدقق أن يقدم أول باكورات الأرض للهيكل مثل القمح – الشعير- العنب – التين – الزيتون، وتقديم العشر عن كل شئ حتى الأشياء التي لم يحددها الناموس ،واحب الفريسيون الجلوس في المقاعد الأمامية في المجامع ،وشبه يسوع الفريسيين بالقبور التي تسبب الضرر لكل من يلمسها،فكانوا يهتمون بالأمور الظاهرة ويهملون الحق والمحبة ،كما دققوا في شرح التوافه وابتعدوا عن الشفقة والعدل والكرم .
وعقب يسوع على هذا جميعه بقوله : لو نظفوا قلوبهم كما ينظفون أيديهم لصاروا أحسن مما هم عليه ، ونحن هل نتمسك بالمظاهر والتفاهات على حساب الحق والعدل ؟

خطايا الناموسيين ( 45 – 52 )
المقصود بهم جماعة الكتبة وقد تخصصوا في كتابة الشريعة وتفسيرها ، ولذلك وضعوا على الناس آلاف الأحمال من الشرائع الطقسية ،أما هم فلم يقوموا بها ،لأنهم تخصصوا في المراوغة فعلى سبيل المثال ،كانت الشريعة تحرم حمل أحمال يوم السبت ،لكن الكتبة عملوا له تفسيراً فقالوا :يصير مذنباً من حمل حمل شيئاً في يده اليمنى أو اليسرى أو تحت إبطه أو على كتفه ، ولكن لايصير مذنباً من حمل شيئاً على ظهر يده أو بقدمه أو بفمه أوبكيس نقود مقلوباً أو بين كيس النقود والقميص أو في الصندل لأنه لا يحملها كالمعتاد ،وهكذا عقدوا الأمور ووضعوا تفاصيل اعتقدوا أن من يحياها يكون له حياة أبدية وهكذا أبعدوا الناس عن الكتب المقدسة بوضع تفاسير كالألغاز،واضطهدوا الأنبياء لأن رسالة الأنبياء كانت ضدهم ( مثل إشعياء وميخا ) ،فجعلوا الناس لا يحبون فهم الكتب المقدسة ،لذلك فلنحذر أن نبعد الناس عن الله بسبب فلسفات بشرية معقدة وضعها أناس !!وحياتهم بعيدة عن تطبيقها !