ربط القوي ( 14 – 23 )
حاول المتربصون بيسوع مقاومته بطرق الحق وفشلوا فلجأوا للباطل بإدعاء أن يسوع يخرج الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطين ، وقالوا أن قوته ليست من الله بل من الشيطان ، فأجابهم يسوع بجوابين مقنعين الأول أن منهم أناس اعتادوا على إخراج الشياطين بالتعزيم وتلاوة التعاويذ ، فلذلك يجب توجيه اللوم لهم لا إلى يسوع ، الثاني أن كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب ، فالشيطان إذا انقسم على ذاته لا تثبت مملكته ، لكن يسوع يعلن عن اصبع الله أي قوة الله وسلطانه وتدخله ، فإن كان الشيطان قوياً ، فقد جاء من هو أقوى منه فقيده وأخذ منه مايريد ،فملكوت الله أتى وأعطى للناس الشفاء والتحرير ، فأخجل المسيح المقاومين ،ووضع تحدي أن نقف بجانب الحق ولا نكون على الحياد فنساعد الشر،فإما أن تكون معه أو عليه ؟

تحذير للنفس الفارغة ( 24 – 28 )
حكى المسيح عن الرجل الذي طرد منه الروح النجس ، لكن الروح النجس عزم على الرجوع إليه مرة أخرى ،لأنه وجد نفس الرجل مكنوسة مزينة ولكنها فارغة ،ولم يأت بمفرده بل أحضر معه سبعة أرواح أشر منه وسكنوا في الرجل الذي صارت آخرته أشر من أولاه ، و الحقيقة الأساسية أنه ليس كافياً أن تطرد الأفكار الشريرة والعادات الباطلة والطرق القديمة ،لأن هذا يترك النفس شاغرة خاوية ، فيجب أن تملأ النفس بصلاح الله ،فعندما يعكر صفو حياتنا الأفكار الشريرة ينبغي أن نقول لأنفسنا إن الدواء الشافي والعلاج الناجح أن نفكر في أشياء صالحة ، ولذلك عندما مدحت المرأة المسيح أجابها أن الأعظم هو حياة الطاعة الكاملة لله يومياً .