Wed | 2013.Jan.23

محبة خاطئ

إنجيل لوقا 7 : 36 - 7 : 50


بيت فريسي
٣٦ وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ.
إمرأة تائبة
٣٧ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب
٣٨ ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب.
٣٩ فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك قال في نفسه: «لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي! إنها خاطئة».
٤٠ فقال يسوع: «يا سمعان عندي شيء أقوله لك». فقال: «قل يا معلم».
٤١ «كان لمداين مديونان. على الواحد خمس مئة دينار وعلى الآخر خمسون.
٤٢ وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا. فقل: أيهما يكون أكثر حبا له؟»
٤٣ فأجاب سمعان: «أظن الذي سامحه بالأكثر». فقال له: «بالصواب حكمت».
٤٤ ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: «أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها.
٤٥ قبلة لم تقبلني وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي.
٤٦ بزيت لم تدهن رأسي وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي.
٤٧ من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا. والذي يغفر له قليل يحب قليلا».
٤٨ ثم قال لها: «مغفورة لك خطاياك».
٤٩ فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم: «من هذا الذي يغفر خطايا أيضا؟».
٥٠ فقال للمرأة: «إيمانك قد خلصك! اذهبي بسلام».

بيت فريسي ( 36 )
المسيح دخل بيت فريسي والفريسيين هم مذهب يهودي مدقق جداً في تطبيق الشريعة يكاد يصل للتزمت ، ولذلك فهناك أشياء كان الفريسيون يعطون لها بعد أضيق مما قصدته الشريعة لذلك كان المسيح يتصدى لهم و يعطي البعد الأعمق المقصود في الشريعة ، و اعتاد الناس على الذهاب لبيوت معلمي الدين اليهود اثناء تناول الطعام بحرية ليسمعوا ما يقولونه من تعاليم غالية وهامة ن وكانت النساء تحضر أيضاً ، وقضت العادة والتقاليد أن يعمل المعلم اليهودي ثلاثة أمور لضيفه : يضع يده على كتف الضيف ويقبله قبلة السلام ،ويقدم ماء بارد للضيف يصبه على قدميه للنظافة والراحة من عناء السير ، ويسكب شيئاً من العطور والطيب على رأسه ، وربما كان سمعان يحب الشهرة لذلك دعا يسوع ، لكن لم يقدم له ماهو لائق بالضيف ، ونحن هل مازلنا نهمل في إكرام يسوع ؟

إمرأة تائبة ( 37 – 48 )
ارتكب سمعان خطأ اجتماعيا كبيرا إذ أهمل غسل قدمي يسوع (وهي مجاملة تسدى إلى الضيوف حيث تتسخ الأقدام في النعال)، ولم يمسح رأسه بالزيت، ولم يقدم له قبلة التحية. يحتمل أنه أحس أنه أفضل من أن يعامل يسوع معاملة الندية. أما المرأة الخاطئة، على العكس من ذلك، فقد ذرفت الدموع باكية، وسكبت العطر الثمين وقبلت قدمي مخلصها. وفي هذه القصة لم تغفر خطايا الفريسي القائد الديني المتعجرف بل خطايا المرأة الزانية. إن الخاطئ الذي يطلب الغفران سيقبل في ملكوت الله، بينما من يظن أنه أبر من أن يطلب المغفرة فلن يقبل مطلقا. وأيضاً المسيح يعلم سمعان درساً هاماً " كيف ننمي المحبة ؟ من خلال مثل المداين لم يكن الدينار مبلغ قليل فهو أجر عامل عن يوم عمل ومعنى هذا أن الخمسين دينار هي أجر عن خمسين يوم عمل فإذا نظرنا إليها بمعزل عن الخمسمائة فهي كبيرة ، لكن إن قارنا بينهم سنجدها قليلة جداً ، إذا نظرنا لأخطاء الآخرين في حقنا نجده كبيرة ، لكن لو قارناها بأخطائنا في حق الله ، نجدها قليلة ، كم مرة نخطئ في حقه ويغفر لنا ؟ لذلك يدعونا لنأخذ من الرصيد الكبير الذي له عندنا ونعطي الآخرين أي نغفر لهم .

التطبيق

تذكر الأشخاص الذين لا تستطيع مسامحتهم ، أكتب أسمائهم وماذا فعلوا بحقك ، ثم اكتب ماذا فعلت أنت في حق الله وكيف سامحك ، واعمل مبادلة من رصيد الله عندك لرصيدك عندهم ، ستجد أن مازال متاح الكثير من رصيد الله عندك ، ثم صلي واطلب غفران الله لهم واترك مالك من دين عندهم .
فكر في أمور بها تكرم الرب و تباركه ، فهو يقول لنا أن ما نفعله للآخرين ،فكأننا فعلنا به .

الصلاة

أشكرك لأجل كل رحمة ومحبة أظهرتها لي ، ساعدني لأكرمك وأبادلك المحبة ،من خلال محبة الآخرين، فعندما أنظر لأخطاء الآخرين في حقي أجد نفسي غير قادر على محبتهم والغفران لهم ، لكن عندما أتذكر كيف غفرت لي أنت خطايا كثيرة وصعبة ، تتغير نظرتي للآخرين ، لذلك أطلب منك في اسم المسيح الذي غفر لمن أساءوا إليه وأحبهم للمنتهى وأنا واحد منهم أن يسكب بالروح القدس غفران في قلبي ومحبة لمن أساء إلي ، وأنزع من قلبي كل مرارة وبدلها بمحبتك ،في اسم المسيح آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6