Fri | 2012.Dec.14

العدل الإلهي

التثنية 19 : 1 - 19 : 14


لِكل بريء
١ «مَتَى قَرَضَ الرَّبُّ إِلهُكَ الأُمَمَ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ أَرْضَهُمْ، وَوَرِثْتَهُمْ وَسَكَنْتَ مُدُنَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ،
٢ تَفْرِزُ لِنَفْسِكَ ثَلاَثَ مُدُنٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا.
٣ تُصْلِحُ الطَّرِيقَ وَتُثَلِّثُ تُخُومَ أَرْضِكَ الَّتِي يَقْسِمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فَتَكُونُ لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ قَاتِل.
٤ وَهذَا هُوَ حُكْمُ الْقَاتِلِ الَّذِي يَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ فَيَحْيَا: مَنْ ضَرَبَ صَاحِبَهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ.
٥ وَمَنْ ذَهَبَ مَعَ صَاحِبِهِ فِي الْوَعْرِ لِيَحْتَطِبَ حَطَبًا، فَانْدَفَعَتْ يَدُهُ بِالْفَأْسِ لِيَقْطَعَ الْحَطَبَ، وَأَفْلَتَ الْحَدِيدُ مِنَ الْخَشَبِ وَأَصَابَ صَاحِبَهُ فَمَاتَ، فَهُوَ يَهْرُبُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ فَيَحْيَا.
٦ لِئَلاَّ يَسْعَى وَلِيُّ الدَّمِ وَرَاءَ الْقَاتِلِ حِينَ يَحْمَى قَلْبُهُ، وَيُدْرِكَهُ إِذَا طَالَ الطَّرِيقُ وَيَقْتُلَهُ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ حُكْمُ الْمَوْتِ، لأَنَّهُ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ.
٧ لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا آمُرُكَ قَائِلاً: ثَلاَثَ مُدُنٍ تَفْرِزُ لِنَفْسِكَ.
٨ وَإِنْ وَسَّعَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُخُومَكَ كَمَا حَلَفَ لآبَائِكَ، وَأَعْطَاكَ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي قَالَ إِنَّهُ يُعْطِي لآبَائِكَ،
٩ إِذْ حَفِظْتَ كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا لِتَعْمَلَهَا، كَمَا أَنَا أُوصِيكَ الْيَوْمَ لِتُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ كُلَّ الأَيَّامِ، فَزِدْ لِنَفْسِكَ أَيْضًا ثَلاَثَ مُدُنٍ عَلَى هذِهِ الثَّلاَثِ،
١٠ حَتَّى لاَ يُسْفَكُ دَمُ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا، فَيَكُونَ عَلَيْكَ دَمٌ.
لكل ظالم
١١ «وَلكِنْ إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ مُبْغِضًا لِصَاحِبِهِ، فَكَمَنَ لَهُ وَقَامَ عَلَيْهِ وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً قَاتِلَةً فَمَاتَ، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ،
١٢ يُرْسِلُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَأْخُذُونَهُ مِنْ هُنَاكَ وَيَدْفَعُونَهُ إِلَى يَدِ وَلِيِّ الدَّمِ فَيَمُوتُ.
١٣ لاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ. فَتَنْزِعَ دَمَ الْبَرِيءِ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ.

لِكل بريء ( 19: 1 - 10)
لقد كان قصد الله مِن مدن الملجأ هو ترجمة حياة الشعب الدينيَّة إلى سلوك لائق في كل العلاقات الاجتماعيَّة والمعاملات المدنيَّة والجنائيَّة. لِذلك، تم تخصيص ست مدن حسب أمر الرب؛ ثلاث عبر الأردن، والثلاث الأخرى في أرض كنعان. فكانت الطرق عليها إشارات كُتبَ عليها [الملجأ. الملجأ]. تعتبر مدينة الملجأ أشبه بمكان حفظ يلجأ إليه القاتل حتى تتم محاكمة عادلة، ويُفصل في أمره إن كان قاتلاً عن خطأ أم عن عمد. فمدينة الملجأ هي صون وحماية للبريء وليس للمجرم. تُشير مدينة الملجأ إلى السيِّد المسيح، مخلِّص العالم، الذي نزل إلى أرضنا، ولم يعد بعيدًا عنّا، بل هو قريب إلينا جدًا (رو10: 8).

لكل ظالم (19 : 11 - 14)
لطف الله يظهر على حماية أصحاب القلوب النقيَّة والنيَّة الطاهرة، وبغير عمد تسببوا في قتل آخرين فبنت لهم مدن الملجأ. وفي نفس الوقت صارمة الله رفضت حماية أصحاب القلوب الشرِّيرة، الذين يحملون بغضة وكراهيَّة لإخوتهم ويقومون بقتلهم، فإن مدن الملجأ لم تُبنَ لأمثالهم. لأن القاتل المتعمد الذي يلجأ إليها يُسحب مِنها ويُقتل. لأنها صورة مُرّة لبعض الأشرار الذين يخفون قلوبهم الشرسة البغيضة، فلابد أن يُفضح الشرير وينال ثمرة شره، مادام لم يتب. لأنه لا توجد مدينة ملجأ للقلوب البغيضة، فإن مسيحنا كلي الحب يفتح أبواب قلبه لمن يود أن يعيش بالحب، أمَّا من يحمل كراهيَّة فليس له موضع فيه.

التطبيق

جاء مسيحنا إلى أرضنا ليصير حصننا، فيه نتحرَّر من الدينونة (رو 8: 1)، ونخلص من كل جريمة في حماية إلهيَّة فائقة (رو 5: 1، 9-10؛ 8: 31-39). فمسيحنا مدينة ملجأ لمن يغتسل من جرائمه في دمه، لأنه يحتضن الخطاة التائبين، المعترفين بخطاياهم، والذين يتبرَّرون بالإيمان.

الصلاة

يا أبانا السماوي الحنون، أشكرك مِنْ كل القلب لأجل يسوع حمايتنا وحصننا وصخرتنا الذي فيه نحتمي. يارب، أشكرك لأن اسم يسوع فيه النجاة مِن العبودية، وغفران للخطايا. في اسم المسيح أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6