الابن الملكي ( 1 : 6 - 9 )
سفر العبرانيين هو كتاب رائع مُركب بشكل لا يصدق في الناحية اللاهوتية وفي البلاغيه. بإيحاء من الروح القدس، يسعى المؤلف إلى تقديم تفسير شامل للعهد القديم في ما يتعلق بمعنى المسيح. بالرغم من كل تعقيده وأجزاءه العديدة صعبة التفسير، هناك رسالة واحدة أساسية تنبض في كل مكان في هذا السفر: يسوع أفضل. العبرانيين يبدأون البحث عن مجد يسوع الذي يشبه الملائكة، التي يكون ظهورها في كل أجزاء الكتاب المقدس عادة ممذوج بالبهاء لدرجة أن البشر تسيطر عليهم الرهبة وأحياناً الذعر أمامهم (انظر دانيال 8 : 15-17). مع كل ذلك، فيسوع مجده أعظم لأنه ليس فقط يسبب رهبة، ولكن أيضاً لأنه أبدي السلطة. حكمه أبدي (عدد 8)، وبالتالي ليس هناك لحظة في حياتك، مهما كانت مشوشة، خارج نطاق سلطته.

خالق ملكي ( 1 : 10 - 14)
الاقتباس الموسع في الآيات 10-12 هو حقاً تجميع لعدة آيات من العهد القديم من المزامير والأنبياء. فالكاتب يبحث في الكتب المقدسة ويطبق على يسوع كلمات التي كان مقصود بها الله. تطبيق هذه الكلمات على يسوع كان يمكن أن يُعد فعل تجديف شديد، ما لم نكن في يسوع قد اكتشفنا أن ملك الخليقة قد ظهر. وهكذا نحن. في حين أن المقطع السابق ركز على حكم يسوع للمستقبل الأبدي الأتي (عدد 8) فهذه الآيات تركز على حكم يسوع منذ ابتداء الزمن في البداية، وضع ربنا يسوع أسس الخليقة. لذلك فالأمان في سلطته لدرجة أن الخليقة نفسها تبدو هشة وسريعة الزوال. فقد تذهلنا الجبال العظيمة أو المحيطات الشاسعة، ولكن بالمقارنة بيسوع هي واهية مثل الخرق القديمة.