Sat | 2012.Mar.24

النبي المتردد المعارض

يونان 1 : 1 - 1 : 10


في طريق الهرب
١ وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلاً:
٢ «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي».
٣ فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ.
٤ فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحًا شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ، فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ.
٥ فَخَافَ الْمَلاَّحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلهِهِ، وَطَرَحُوا الأَمْتِعَةَ الَّتِي فِي السَّفِينَةِ إِلَى الْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ. وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْمًا ثَقِيلاً.
مكان هادئ وسط العاصفة
٦ فَجَاءَ إِلَيْهِ رَئِيسُ النُّوتِيَّةِ وَقَالَ لَهُ: «مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ».
٧ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نُلْقِي قُرَعًا لِنَعْرِفَ بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْبَلِيَّةُ». فَأَلْقَوا قُرَعًا، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَانَ.
٨ فَقَالُوا لَهُ: «أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟ مَا هُوَ عَمَلُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ مَا هِيَ أَرْضُكَ؟ وَمِنْ أَيِّ شَعْبٍ أَنْتَ؟»
٩ فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا عِبْرَانِيٌّ، وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ».
١٠ فَخَافَ الرِّجَالُ خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا فَعَلْتَ هذَا؟» فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ.

في طريق الهرب (1 : 1 - 5)
خلافاً لغيرها من أسفار الأنبياء الصغار، سفر يونان لا يتمحور حول رسالة النبي بل على النبي نفسه وروايته. إنه سفر موجز يحتوي على أربعة أصحاحات فقط تبدأ وتنتهي بشكل مفاجيء. سطور البداية تخبرنا بصراحة أن كلمة الرب قد جأت ليونان ليكرز لنينوى لكن يونان هرب. مشكلة يونان أنه كان يُحب الله ولكنه يحتقر الرسالة، وحتى أكثر من ذلك، يحتقر من المستهدفين من هذه الرسالة. إنه يهرب في الاتجاه المعاكس و يأمل في أن يتركه الله في حاله أو يطلب من شخص آخر أن يذهب. ولكن لا يمكننا أن نفصل بين الله و بين أفعاله، وبعبارة أخرى، لا يمكننا أن نُحب الله ونعصى ما يطلب منا القيام به. أحياناً سيطلب الله منا أن نفعل ذلك الشيء الذي لا نريد أن نفعله. دعونا نصلي من أجل الشجاعة في هذه اللحظات حتى نستطيع أن نطيع بدلاً من الهرب.

مكان هادئ وسط العاصفة (1 : 6 - 10)
يونان يهرب ولكن الله لا يسمح له الهرب - وليس لأن يونان يستطيع الهرب من الله. لكن ذلك لا يبدو أنه يزعج يونان، فهو غاضب من الله لمجرد أنه طلب منه القيام بمثل هذه المهمة -تبشير أعدائه! فهو يهرب وحتى في وسط تلك العاصفة التي تهدد باغراق السفينة التي تحمله، فإنه ينام على أمل أنه ربما تغرق السفينة قبل أن يجد نفسه مضطراً للذهاب إلى نينوى ليبشرهم. عندما يوقظه البحارة الأخرين ويسألونه بعض الأسئلة، إجاباته دقيقة وفي واقع الأمر- يونان يعرف تماماً مِن مَن هو هارب. إنه لا يهتم بما يحدث لأي شخص طالما أنه ليس مضطراً لأن يكرز بالتوبة إلى نينوى. إنه لا يريد حتى أن يعطيهم فرصة للعيش. ولكن هذا لم يكن قرار يونان والله سوف يستخدم هذا النبي المعارض في تسليم رسالة التوبة.

التطبيق

من الصعب طاعة الله وخصوصاً عندما يطلب منا أن نذهب إلى أبعد مما نعتقد أن قلوبنا قادرة عليه. فلنتعلم أن نطيع الله من كل قلوبنا.
ضمائرنا ليست مقياساً دقيقاً لطاعتنا لله. يمكننا بسهولة إقناع أنفسنا بأن ما نقوم به هو صحيح ومبرر. دعونا نصبح أكثر حساسية لله حتى نجعل إرادته هي إرادتنا.

الصلاة

إلهي العزيز، أصلي من أجل طاعة في مهامي اليومية وبخاصة خلال تلك الأوقات عندما لا أرغب في الاستماع. اعطني الشجاعة للتغلب على رغباتي المحدودة. ساعدني على توسيع قلبي ليشمل رؤية ملكوتك لجميع الناس. في اسم يسوع أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6