دور الروح القُدس (16 :5 - 11)
الآية 6 تقول أن التلاميذ امتلائوا بالحزن، ليس بسبب أن يسوع أعلن رحيله، ولكن بدلاً من ذلك، نظراَ لاهتماماتهم الأنانية لأنفسهم. بعد التزامهم وكل ما وضحوا به، ماذا سيفعلون الآن؟ لكن الرب يُعلن أن هدفه من المجيء إلى هذه الأرض سوف يتحقق الآن - وهو أن يموت من أجل خطايا العالم. بدون هذا الفعل، لن يكون هناك أي سبب لمجيء الروح القُدس. علاوة على ذلك، فجسد يسوع كان محدود في الزمان والمكان، في حين أن الروح القدس قادر على تجاوز الحدود، وبالتالي يمكن للروح الوصول بالإنجيل إلى العالم. نلاحظ أيضا أن الروح القدس هو شخص، وغالباً ما يشار إليه في الكتاب المقدس كرجل.
دور الروح القدس، كما وصفه يسوع هو ثلاثي الأقسام:
1) إدانة العالم على الخطيئة ودعوته إلى التوبة. وبعيداً عن إلهام الروح القدس، لا نستطيع أن نرى خطايانا.
2) الكشف عن مقايس قداسة الله.
3) توضيح حكم المسيح على الشيطان.

إرشاد الروح القدس (16 : 12 - 15)
عندما يقول يسوع أن الروح القدس سوف يرشد التلاميذ إلى "الحق كُله" (عدد 13) إنه لا يتحدث عن الحقائق بشأن جميع الموضوعات، ولكن الحقيقة بشأن شخص يسوع المسيح ومغزى ما قاله وما فعله. عند هذه النقطة، فإن التلاميذ لم يكن لديهم صورة عامة (شاملة) عن الأشياء التي ستجري في الساعات المقبلة التي تسبق الصلب. فقط بعد قيامة يسوع من بين الأموات ومجيء الروح القدس سيستطيعون أن يفهموا ما المقصود بـ "ما لم يأت بعد". ونفس هذا الروح يقودنا و يرشدنا اليوم، يكشف عن شخص يسوع والرجاء الذي لنا فيه من خلال موته وقيامته. فبدون أن يضيء الروح القدس قلبك، ما كنت أبداً لتعرف الخلاص المُقدم من المسيح. روح الله لا يزال يسكن في قلب كل مؤمن، ويعمل فيهم ومن خلالهم.