النعمة والسلام مع الرب
أخبار الأيام الثاني 32 : 20 - 32 : 33
التواضع والكبرياء٢٠ فَصَلَّى حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَإِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ لِذلِكَ وَصَرَخَا إِلَى السَّمَاءِ، ٢١ فَأَرْسَلَ الرَّبُّ مَلاَكًا فَأَبَادَ كُلَّ جَبَّارِ بَأْسٍ وَرَئِيسٍ وَقَائِدٍ فِي مَحَلَّةِ مَلِكِ أَشُّورَ. فَرَجَعَ بِخِزْيِ الْوَجْهِ إِلَى أَرْضِهِ. وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَ إِلهِهِ قَتَلَهُ هُنَاكَ بِالسَّيْفِ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ أَحْشَائِهِ.٢٢ وَخَلَّصَ الرَّبُّ حَزَقِيَّا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ مِنْ سِنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ وَمِنْ يَدِ الْجَمِيعِ، وَحَمَاهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.٢٣ وَكَانَ كَثِيرُونَ يَأْتُونَ بِتَقْدِمَاتِ الرَّبِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَتُحَفٍ لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَاعْتُبِرَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ الأُمَمِ بَعْدَ ذلِكَ.٢٤ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا إِلَى حَدِّ الْمَوْتِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ فَكَلَّمَهُ وَأَعْطَاهُ عَلاَمَةً.٢٥ وَلكِنْ لَمْ يَرُدَّ حَزَقِيَّا حَسْبَمَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ لأَنَّ قَلْبَهُ ارْتَفَعَ، فَكَانَ غَضَبٌ عَلَيْهِ وَعَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.٢٦ ثُمَّ تَوَاضَعَ حَزَقِيَّا بِسَبَبِ ارْتِفَاعِ قَلْبِهِ هُوَ وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِمْ غَضَبُ الرَّبِّ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا.الكبرياء يسبق السقوط ٢٧ وَكَانَ لِحَزَقِيَّا غِنًى وَكَرَامَةٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ خَزَائِنَ لِلْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ وَالأَطْيَابِ وَالأَتْرَاسِ وَكُلِّ آنِيَةٍ ثَمِينَةٍ، ٢٨ وَمَخَازِنَ لِغَلَّةِ الْحِنْطَةِ وَالْمِسْطَارِ وَالزَّيْتِ، وَأَوَارِيَ لِكُلِّ أَنْوَاعِ الْبَهَائِمِ، وَلِلْقُطْعَانِ أَوَارِيَ. ٢٩ وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ أَبْرَاجًا وَمَوَاشِيَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ بِكَثْرَةٍ، لأَنَّ اللهَ أَعْطَاهُ أَمْوَالاً كَثِيرَةً جِدًّا. ٣٠ وَحَزَقِيَّا هذَا سَدَّ مَخْرَجَ مِيَاهِ جَيْحُونَ الأَعْلَى، وَأَجْرَاهَا تَحْتَ الأَرْضِ، إِلَى الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ. وَأَفْلَحَ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ عَمَلِهِ. ٣١ وَهكَذَا فِي أَمْرِ تَرَاجِمِ رُؤَسَاءِ بَابِلَ الَّذِينَ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ لِيَسْأَلُوا عَنِ الأُعْجُوبَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الأَرْضِ، تَرَكَهُ اللهُ لِيُجَرِّبَهُ لِيَعْلَمَ كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ.٣٢ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ حَزَقِيَّا وَمَرَاحِمُهُ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ.٣٣ ثُمَّ اضْطَجَعَ حَزَقِيَّا مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي عَقَبَةِ قُبُورِ بَنِي دَاوُدَ، وَعَمِلَ لَهُ إِكْرَامًا عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. وَمَلَكَ مَنَسَّى ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
التواضع والكبرياء ( 32: 20- 26)هناك لغز يقول "ما هو الشيء الذي تفقده وتعتقد بأنك ستجده؟ الإجابة هو "التواضع". اللغز بسيط، لكنه يبرز حقيقة عميقة وهي: حتى في وقت التواضع يقترب خطر الكبرياء. يمكن للعدو أن يهاجم القلب المتواضع ويجعله متعجرفاً. إذا أخبرنا شخص بأنه متواضع، على هذا الشخص أن يحترس لئلا يتسرب الكبرياء إليه ويفسد نفسه. وهذا ما حدث للملك حزقيا في نهاية أيامه. دائماً كان حزقيا يظهر قلباً عادلاً باراً أثناء حكمه، لكن بعد تحقيق النجاح العظيم مع سنحاريب، أصبح متكبراً وكلفه ذلك حياته. وعندما أدرك خطأه، تاب وأنقذ نفسه وشعبه. الكبرياء يسبق السقوط ( 32: 27- 33)هناك قول آخر وهو: قبل السقوط الكبرياء. الحق الموجود في هذا القول نجده ثابتاً في أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس وفقرة اليوم تشير إلى واحد من هذه الأمثلة. لقد اتصف الملك حزقيا بأنه بار وعادل، لكنه ارتكب بعض الحماقات في نهاية الحكم ولا يمكن أن تُهمل. الحماقة الأولى موصوفة في الأعداد السابقة، والثانية موجودة في(العدد31)الذي يحتاج إلى إيضاح أكثر. الحدث المشار إليه هنا موصوف أكثر في(2مل20). لقد رحب الملك حزقيا بالمبعوثين الذين جاءوا من بابل وأظهر لهم غناه لإعجابهم لكي يتم التحالف معهم ضد آشور. باختصار، وثَّق حزقيا في الآخرين طلباً للحماية بدلاً من الثقة بالله. لقد أدى هذا إلى نهب ثروات شعب الله بواسطة بابل بعد 115 سنة كقضاء الله. ليتنا نحترس من خطية الكبرياء؛ فإن كبرياء إنسان واحد تسبب في سقوط الأمة كلها.
إذا كان اعتراف الإنسان بالتواضع يقوده إلى الكبرياء، فكيف يستطيع أن يبقى متواضعاً؟ فإن اعترافك أيضاً بأنك خاطي وخُلصت بالنعمة، يظهر النعمة الغنية، وأيضاً بإعطاء الكل لله. لا يستطيع الإنسان أن يثق بنفسه ويكون متواضعاً ولا يستطيع أن يثق بالله ويكون متكبراً. اتنبه! بمن تثق لأن هذا سوف يقودك إلى الكبرياء أو إلى التواضع.
يا رب ـ علمني أن أكون متواضعاً. واحفظني من أن أكون متكبراً بسبب ما تعطيني من نجاح في حياتي. أنت تستحق كل الإيمان لأجل كل شيء صالح تفعله. في اسم يسوع المسيح أصلي. آمين.