قصيدة تتويج داود ونبوة المملكة المسيانية.


قصيدة تتويج داود ونبوة المملكة المسيانية.

د. جون كوري إبراهيم

 

عندما خطط داود لأن يبني هيكل الله بعد اتمام قصره في أورشليم، تلقى رسالة هامة من الله من خلال النبي ناثان. وتدعى هذه الرسالة بوساطة ناثان الروحية. تُلخص هذه الوساطة في أربعة عناصر رئيسية. أولاً، الوعد بأن مملكة يهوذا سوف تؤسس من خلال سلالة داود، وهذا الوعد هو أن الله سوف يرفع نسل داود ليأخذ العرش ويثبت مملكته إلى الأبد. ثانياً، الوعد بأن نسل داود سوف يكون هو من يبني بيت الله والذي سوف يبقى إلى الأبد. ثالثاً، الوعد بأن الله سوف يصبح أب لنسل داود الذي سوف يجلس على عرش المملكة. رابعاً، الوعد بأن الله سوف يؤدب نسل داود إذا تعوج، بقضيب الناس وبضربات بني آدم (2صموئيل7: 12-16). [3]

 

داود، الذي تمم نبوة مملكة يهوذا (تكوين49: 8-12)، أدرك، من خلال الوساطة الروحية لناثان، ان مملكته سوف تثبت وتبقى إلى الأبد من خلال سلالته. فكتب قصائد التتويج، والتي سوف تُعلن في أثناء احتفاليات التتويج لنسله. والمزمور الثاني هو أحد هذه القصائد. ونستطيع أن نتعلم سبعة حقائق هامة من هذا المزمور، أولأً، النسل الذي يجلس على عرش المملكة هو ممسوح من الله (مزمور2:2). [4] ثانياً، الله هو الذي نصب ومسح النسل كملك على صهيون (مزمور6:2). ثالثاً، عرش الملك يقع في صهيون، جبل قدس يهوه (مزمور6:2). رابعاً، النسل سوف يصبح ابناً لله بمجرد جلوسه على عرش المملكة (مزمور7:2). خامساً، حدود مملكة نسل داود سوف تصل إلى أقاصي الأرض (مزمور8:2). [5]سادساً، اولاك الذين سوف يقفون ضد الملك سوف يبادوا (مزمور2: 9-12). سابعاً، اولائك الذين يتكلون ويلتجئون إلى الملك سوف يباركون (مزمور2: 10-12 ) .

 

خلف سليمان، الذي هو ابن داود، والده على العرش، وبنى بيت الله. لكن المملكة قُسمت إلى مملكة يهوذا الجنوبية ومملكة إسرائيل في الشمال، وكانت المملكة الشمالية قد دمرت من قبل الاشوريون، ومملكة يهوذا الجنوبية على يد الامبراطورية البابلية. وآخيراً دمر هيكل سليمان تماماً في عام ( 586)، وشعب مملكة يهوذا سُبي إلى بابل، وبعد سقوط المملكة البابلية، أصبح بالإمكان للمسبيين أن يعودوا إلى وطنهم. تم إعادة بناء الهيكل تحت قيادة زربابل، وتم تجديدة من قبل الملك هيرودس الأكبر، وسُمي بالهيكل الثاني. ولكن استرداد سلالة داود ومملكة يهوذا لم تتمم. واخيراً حتى الهيكل الثاني قد دمر من قبل القائد تيطس امبراطور روما في عام 70 ميلادي، وبدأ الاسرائليين بالتشتت في كل العالم، وكان هذا تتميماً للعديد من النبوات في الكتاب المقدس (متى21: 40-43، 7:22، 23: 37-38، 24: 1-2، لوقا 19: 41-44 ).

 

هناك نبوات كتابية أخرى تتحدث عن استرداد مملكة يهوذا وإعادة بناء هيكل الله من خلال سلالة داود، والبطل المتمم لهذه النبوة هو "المسيا" في اللغة العبرانية و"خريستوس" في اللغة اليونانية، وليس المسيح الا هو نسل داود. اولئك الذين ينتمون إلى اليهودية يدعون أن المسيح لم يأتي بعد، فهم يتوقعون مجيء مسيحهم، والذي سوف يسترد المملكة المسيانية والهيكل المسياني، وبعكس اليهود، يؤمن المسيحيون أن يسوع هو المسيا/ المسيح. بدأت المملكة المسيانية بالمجيء الأول ليسوع وسوف يكمل بعودته في المجيء الثاني، وبكلمات أخرى، كنيسة يسوع المسيح هي المملكة المسيانية. ( بحسب الفكر التدبيري، المملكة المسيانية سوف تبدأ بالمجيء الثاني ليسوع المسيح.)



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6