احتفالية تتويج داود


 

 احتفالية تتويج داود

 

بعكس شاول، الذي هو الملك الأول لإسرائيل، كان الملك داود ينتمي إلى سبط يهوذا، ويهوذا كان الإبن الرابع ليعقوب، والذي أصبح اسمه الجديد "إسرائيل".  وبحضور الأبناء الإثني عشر ليعقوب/ إسرائيل كان إسرائيل قد تنبأ بأن نسله سوف يؤسس مملكة يهوذا (تكوين49: 8-11). 

 بدأت النبوة بالتتميم بأن جلس داود، الذي هو من سبط يهوذا، على العرش كملك. وعملية التتويج تمت من خلال ثلاثة مراسيم في أوقات مختلفة.

 

1)     الإحتفالية الأولى لتتويج داود (1 صموئيل1: 1-13)

في نبوات العهد القديم، كان كل من الكهنة والملوك يمسحوا بالزيت قبل أن يطلق عليهم القابهم. مسح صموئيل شاول من سبط بنيامين بالزيت فأصبح ملكاً لإسرائيل. ومع ذلك، أعلن الله لصموئيل أن يمسح واحداً من أولاد يسّى البيت لحمي ليحل محل شاول ليصبح ملكاً على إسرائيل. وأخبر الله أيضاً صموئيل أن يقوم بهذه العملية بسرية. داود، الذي هو الأصغر بين إخوته، مُسح من قبل صموئيل في حضور والده واخوته فقط، ومن ذلك اليوم حل روح الرب عليه بقوه (1صموئيل13:16). دعونا نلقي نظرة على تفسير Gerard Van Groningen's  حول كيفية مسح داود.

 

" فهم داود ماذا يعني أن يكون ممسوحاً، وأعلن ذلك عدة مرات. وأدرك بأنه سوف يتوج كملك على كل الإسرائليين في المستقبل. وهو سعى لهذه المسألة، وكان يتقدم ببطئ، فلم يحاول أخذ السلطة من يد شاول بنفسه لأنه كان يعلم بأن شاول كان قد مُسح من الله (1صموئيل244: 7، 26: 23-24)" [1]     

 

من الواضح أن مسح داود من قبل صموئيل في بيت لحم كان هو التتويج الأول له (1صموئيل16)، وهو بعد ذلك هزم جليات والفلسطينيين بمقلاع وحجر (1صموئيل50:17)، وبدأ صيته يكبر أكثر وأكثر. كان داود قد هيئ كملك قوي بينما كان يعاني من غيرة الملك شاول.

 

2) الاحتفالية الثانية لتتويج الملك داود (2صمؤئيل2: 1-7)

أخيراً كل من الملك شاول وابنه يوناثان قد ماتا، وعندما سأل داود من الرب أين يذهب، أُخبر أن يذهب الى حبرون، حيث حصل التتويج الثاني له بين أفراد سبطه الذي هو سبط يهوذا (2صموئيل2). حكم داود على سبط يهوذا لمدة سبعة أشهر في حبرون، فأصبح تتويجة الثاني تأكيداً على تتويجة الأول. [2]     

 

3       ) الاحتفالية الثالثة لتتويج الملك داود (2صموئيل5: 1-3)

أتى الشيوخ الممثلين لكل أسباط إسرائيل لداود في حبرون، يلتمسون منه أن يصبح ملكاً على كل إسرائيل. وبهذه الطريقة تم التتويج الثالث في حبرون، وأصبح هذا التتويج أيضاً تأكيداً على تتويجه الأول.

 

" كَانَ دَاوُدُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. فِي حَبْرُونَ مَلَكَ عَلَى يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا." (2صموئيل5: 4-5).

 

بعد ذلك احتل داود اورشليم وبنى قصرة حيث أسس عرشه هناك، وكان الاسم الأصلي لإورشليم هو يبوس، والتي كانت محاطه بحصن صهيون، لكن عندما احتلها داود أصبحت تسمى بمدينة داود (2صموئيل5: 6-9، 1أخبار الأيام5:11).  ومنذ ذلك الحين أصبح اسم صهيون وأورشليم يُستخدمان كمرادفين، على الرغم من أن صهيون هي جزء من أورشليم.

 

 

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6