لو أستطعت أن تتزوج ثانية


لو أستطعت أن تتزوج ثانية

 

الدكتور أبو دورام 

 

لو أستطعت الزواج مرة أخري، هل تريد أن تلتقي بشريك حياتك الحالي؟ لقد طرحنا هذا السؤال علي الازواج والزوجات الذين يحضرون برنامج السعادة الزوجية.

لقد ظهرت نتائج مثيرة لهذا السؤال ؛ كانت نسبة أكثر من 70% إلي 80% من إجابات السيدات المتزوجات منذ أكثرمن عشر سنوات إنهن سوف يغيرن أزواجهن ، على النقيض جاءت نسبة الرجال الذين أجابوا أنهم لن يغيروا زوجاتهم أكثر من 70%. يبدو أن الرجال لا يشعرون بالمشكلة بينما تحس النساء بعدم الرضا.

" كيف يفكر شريك حياتي في هذا الأمر؟" هكذا تسألت الزوجة المجروحة التي تجمعها وزوجها حياة مشتركة . "حتي الآن أعاني و أشعر بالظلم . بالطبع لا أرغب في لقائه ثانية ، إلي هذا الحد ألقي المعاناة ولا يوجد أدنى تكريم  وتسألني هل أحب أن نتقابل ثانية!"

بالطبع سوف أحزن إذا أجاب شريك حياتي هكذا. ولكن يوجد أشخاص يجيبون هكذا.

 وهكذا أيضا أجابت إحدى الزوجات الكريمات:"لقد بذلنا الجهد مع الدموع الغزيرة لكي نتكيف مع بعضنا البعض، و في النهاية نقابل شخصاً آخر، ألا يعني هكذا تكرار المرور بالمعاناة مرة أخرى؟ لقد اختلفنا و تشاجرنا كثيراً حتي تفاهمنا. ولو جربنا تغيير شريك الحياة، فالإنسان هو الإنسان."

تقول الفكاهة الغربية " إنك حينما تشعرين بالملل، ترغبين بتغيير أثاث بيتك وزوجك أيضا" أي أن الناس لا يعرفون قيمة الأشياء النفيسة.وأيضا هذا الاختبار السخيف "ما هي الثلاثة الأشياء المشتركة بين المذّة _التي تُقدم أصلاً كطبق جانبي في الخمارة _ وبين الزوجة؟

أولاً: أنها مجانية

ثانياً: حتي عندما تمل منها لن تحاول أن تجرب غيرها ،فقد أصبحت تأكلها بحكم العادة.

ثالثاً: حتي لو قٌدم طبق جانبي أخر ، لن يلتفت أحد اليه.

إن هذا كلام يُضحك الجميع ولكن في داخله تشبيه نفسي رائع.

لقد أصبحت كوريا أعلى معدل للطلاق بين دول منظمة التعاون والتنمية (OECD) ، بمعدل حدوث حالة طلاق بين كل حالتين أو ثلاث حالات طلاق. بالإضافة إلي، المشكلة الكبرى وهي حقيقة التزايد الكبير للطلاق بين كبار السن. فقد أصبح طلب الطلاق يأتي من جانب النساء بجرأة أكثر. الآن أصبحت مقولة أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا إلى قبرها موالاً قديماً. كانت النساء قديماً في عهد من تبقى من آثار ثقافة النظام الأبوي (الإشتراكي) تعيش وتحتمل وتتصف بالصبر كفضيلة . ولكن الآن تغير الزمان ، فحتى العجائز لا يتوقفن عن المطالبة بحقوقهن. قديماً كنً يعشن ويصبرن من أجل أولادهن ، أما الآن أصبحن يبحثن عن حياتهن الخاصة.

إن الطلاق مصيبة بقدر ما يعطيه من توتر وقلق. خصوصاً في حالة كبار السن يلقي الرجال معاناة أكبر بكثير من النساء . فعلاقات النساء بالآخرين أقوى. وأيضاً من الصعب علي الرجل أن يشارك أحداً من أولاده أو أصدقائه ما بداخل قلبه، كما يصعب على الرجل أيضا أن يعتني بحياته الخاصة.

"كم حياة الأرمل أصعب بكثير من حياة الأرملة". تَرى هل هناك بين النهاية المأساوية للحياة الزوجية أي الطلاق  وبين هذا الموضوع !

"لو تزوجت تانية ، سوف أتزوج منك" يالا السعادة لو سمعت هذه الإجابة من شريك حياتك . ولكن ماذا لو أجاب شريك حياتك هكذا " يكفي هذا القدر من المعاناة ، لماذا أقابل هذا الشخص مرة أخرى . إنني لا أحب لقائه"

إن أجابه شريك حياتك هي مرآة تعكس شخصكما.

ماذا عنكما ؟ إلي إي مقدار تعرف شريك حياتك؟ 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6