Tue | 2021.Aug.31

انتصار ومأساة

القضاة 11 : 29 - 11 : 40


حماسة مفرطة
٢٩ فَكَانَ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ، فَعَبَرَ جِلْعَادَ وَمَنَسَّى وَعَبَرَ مِصْفَاةَ جِلْعَادَ، وَمِنْ مِصْفَاةِ جِلْعَادَ عَبَرَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ.
٣٠ وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي،
٣١ فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ، وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً».
٣٢ ثُمَّ عَبَرَ يَفْتَاحُ إِلَى بَنِي عَمُّونَ لِمُحَارَبَتِهِمْ. فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِهِ.
٣٣ فَضَرَبَهُمْ مِنْ عَرُوعِيرَ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى مِنِّيتَ، عِشْرِينَ مَدِينَةً، وَإِلَى آبَلِ الْكُرُومِ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا. فَذَلَّ بَنُو عَمُّونَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
بعيد عن الكمال
٣٤ ثُمَّ أَتَى يَفْتَاحُ إِلَى الْمِصْفَاةِ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِذَا بِابْنَتِهِ خَارِجَةً لِلِقَائِهِ بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. وَهِيَ وَحِيدَةٌ. لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ وَلاَ ابْنَةٌ غَيْرَهَا.
٣٥ وَكَانَ لَمَّا رَآهَا أَنَّهُ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «آهِ يَا بِنْتِي! قَدْ أَحْزَنْتِنِي حُزْنًا وَصِرْتِ بَيْنَ مُكَدِّرِيَّ، لأَنِّي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي إِلَى الرَّبِّ وَلاَ يُمْكِنُنِي الرُّجُوعُ».
٣٦ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا أَبِي، هَلْ فَتَحْتَ فَاكَ إِلَى الرَّبِّ؟ فَافْعَلْ بِي كَمَا خَرَجَ مِنْ فِيكَ، بِمَا أَنَّ الرَّبَّ قَدِ انْتَقَمَ لَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ بَنِي عَمُّونَ».
٣٧ ثُمَّ قَالَتْ لأَبِيهَا: «فَلْيُفْعَلْ لِي هذَا الأَمْرُ: اتْرُكْنِي شَهْرَيْنِ فَأَذْهَبَ وَأَنْزِلَ عَلَى الْجِبَالِ وَأَبْكِيَ عَذْرَاوِيَّتِي أَنَا وَصَاحِبَاتِي».
٣٨ فَقَالَ: «اذْهَبِي». وَأَرْسَلَهَا إِلَى شَهْرَيْنِ. فَذَهَبَتْ هِيَ وَصَاحِبَاتُهَا وَبَكَتْ عَذْرَاوِيَّتَهَا عَلَى الْجِبَالِ.
٣٩ وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا، فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ. وَهِيَ لَمْ تَعْرِفْ رَجُلاً. فَصَارَتْ عَادَةً فِي إِسْرَائِيلَ
٤٠ أَنَّ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ يَذْهَبْنَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَنُحْنَ عَلَى بِنْتِ يَفْتَاحَ الْجِلْعَادِيِّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ.

حماسة مفرطة (11: 29-33)
يفتاح انسكب فيه روح الله لمحاربة بني عمون. من ناحية، يمنحه هذا حماسًا هائلًا في المعركة، مما يثبت أنه انتصار هائل. لكن من ناحية أخرى، يُظهر يفتاح بالتأكيد بعض الثقة المفرطة، وهي إغراء شائع للغزاة ورجال الحرب. نذره المتهور، رغم أنه يبدو تقيًا، فهو نذر غير ضروري في النهاية. لا يعمل الله بسبب أي شيء يمكننا أن نقدمه له. يهبنا النصر بلطف بوعده وبقوة روحه القدوس. لا يتطلب شيئًا سوى طاعتنا المتواضعة والامتنان الذي يأتي من قلوبنا للعمل الذي أنجزه في حياتنا.

بعيد عن الكمال (11: 34-40)
عندما عاد يفتاح إلى المنزل بعد انتصاره العظيم على بني عمون، جاءت ابنته الوحيدة لمقابلته. يدرك يفتاح الآن ما سيكلفه نذره المتهور: عليه أن يذبح ابنته أو ينقض نذره للرب. من المهم أن نتذكر أن الله يبغض التضحية البشرية تمامًا. إنها ممارسة مقيتة للكنعانيين. تكشف هذه القصة -وقصة العديد من قضاة إسرائيل -عن مشكلة الخطية الأساسية التي تتغلغل في ثقافتنا وتؤثر حتى على القادة الأبطال الذين يتمتعون بالروح. يجب أن نذكر أنفسنا أنه في هذا العالم الساقط، لا يوجد قائد مثالي يتخذ قرارات أصيلة. الرب يسوع المسيح وحده هو المخلص الوحيد الذي يمكننا الاعتماد عليه بالكامل لأنه لن يخذلنا أبدًا.

التطبيق

متى أظهرتم ثقة زائدة في خدمة الله؟ كيف تحافظ على روح الطاعة المتواضعة لكلمة الله والاعتماد على روحه؟
أي شخصية قيادية في السياسة أو في الكنيسة تميل إلى الاعتماد عليها؟ كيف يمكنك أن تضع ثقتك الكاملة في المسيح بدلًا من ذلك؟

الصلاة

أبي السماوي، أشكرك من أجل إرسالك لابنك الرب يسوع المسيح الذي أظهر لنا كيف تكون القيادة الكاملة. ربي يسوع، أنا أضع رجائي فيك لا في أي قائد بشري إنما فيك أنت وحدك؛ الكائن الوحيد الذي لن يخذلني. باسمك أصلي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6