ينبوع الماء الحي(12:17-13)
الرب الذي هو مُمجد جدًا وهو العالي فوق الكل قد اقترب من شعب إسرائيل. وأسس عرشه في هيكلهم "مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا". الرب هو رجاء إسرائيل الوحيد، أولئك الذين تركوه سيجيون في الخزي وأيضًا "فِي التُّرَابِ يُكْتَبُونَ"، لأنهم ابتعدوا عن مصدر حياتهم الوحيد. الذي تتدفَّق المياه الحيَّة من عرشه المجيد، تتدفَّق إلى أولئك الذين يضعون ثقتهم في الله. ومع ذلك، فإن أولئك الذين تركوا هذا الينبوع لن يجدوا أي راحة ولن يكونوا قادرين على إرتواء عطش أرواحهم. دعونا نتذكَّر أن الله هو ينبوع الماء الحي الذي لنا، وهو المصدر الوحيد للحياة الذي نحن منه، وفيه وحده سوف يُشبع جوعنا ويروى عطشنا الداخلي في هذا الزمان وفي الأبدية.

المؤمنين وسط المُستهزئين(14:17-18)
بالرغم من أن إسرائيل ويهوذا إبتعدوا عن الرب، إلَّا أن إرميا يُصلِّي إليه ليحفظُه. فهو كان يدعو الله ليشفيه ويُخلِّصه بينما كان ساكنًا بين المُستهزئين الذين يُشكِّكون في كلمة الرب. لقد خدم إرميا الشعب بأفضل ما لديه من قوَّة وقدرة، ولم يهرب ولم يأخُذ مسرة في الإعلان عن دينونة الله؛ لكنه كان دائمًا يملأ قلبه رجاء في خلاص الرب. وهو يُصلِّي أن المُستهزئين يتلقُّوا عقوبتهم الواجبة في يوم الشر. لا تحتاج الأمة إلى غفران الله فحسب، بينما يحتاج خادمه إرميا إلى نعمته يوميًّا أيضًا. دعونا نتمسَّك بقوة بوعود الله عندما نواجه المصاعب، ونطلب منه أن يمنحنا النعمة التي بها نعبر تلك الصعاب.