Thu | 2019.Mar.07

الراحة السماوية

الرسالة إلى العبرانيين 4 : 1 - 4 : 11


الدعوة إلى راحة الله
١ فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!
٢ لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا.
٣ لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ:«حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.
٤ لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا:«وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».
٥ وَفِي هذَا أَيْضًا:«لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».
الراحة الآتية
٦ فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ،
٧ يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلاً فِي دَاوُدَ:«الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ:«الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ».
٨ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ.
٩ إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!
١٠ لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.
١١ فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا.

الدعوة إلى راحة الله(1:4-5)
بعدما خلق الله العالم، استراح في اليوم السابع. لم يسترح الله لأنه كان مُتعبًا، لكنه كان قد أنتهى من عمله في الخلق. الراحة التي يُعطيها الله هي التناغم والسلام الكاملان اللذان يُواجدان بين الله وخليقته. الإنسانية قد تمرَّدت على الله وبهذا التمرُّد فَقَدَت الحق في أن يكون لها فرصة في الحصول على هذه الراحة. بالرغم من عصياننا وعدم طاعتنا، فالله لا يزال يدعونا لندخل راحته، ليس على أساس ما نبذله من جهدٍ ولا ما نعمله، بل بالثقة في يسوع المسيح الذي صالحنا مع الله من خلال عمل طاعته الكامل. فنحن لا نعتمد على مجهوداتنا الذاتية لكي ما نحصل على تلك الراحة التي لنا من الله، ولكننا نحصل عليها بالإيمان بالمسيح.

الراحة الآتية(6:4-11)
يُشير الكاتب هنا إلى نقطتين مُختلفتين في التاريخ الإسرائيلي، الأولى: عندما قاد يشوع الإسرائيليين ليدخلوا أرض الموعد. الإسرائيليون اعتقدوا أن أرض الموعد هي مصيرهم النهائي. مكان الراحة الدائمة لهم. لكن بعد ذلك بوقت كثير، تكلَّم الملك داود عن راحة لا تزال متاحة لشعب الرب. ويدل ذلك على أن راحتنا النهائية ليست في التواجد في مكانٍ ولا موقفٍ ما على هذه الأرض، ولكننا في رحلة مستمرة نحو شيءٍ أعظم. أهدافنا في الحياة يجب ألا تُركِّز على تحقيق النجاح والرخاء في هذا العالم، بل يجب علينا أن نضع أعيننا على الأبدية وأن يكون هدفنا أن ندخل إلى تلك الراحة التي وعدنا الله بها في المسيح.

التطبيق

ما هو الأمر الذي تصارع في حياتك حتى تتمكَّن من أن تَعْهَد به إلى الله؟ ما هو التحدي التي تضعك أمامه كلمة الله تجاه ذلك الصراع؟
ما هي الأشياء التي تُبعدك عن اهتماماتك الروحية؟ كيف يمكننا أن نرفع أعيننا من على الاهتمامات المؤقتة ونضعها على الأشياء الأبدية؟

الصلاة

أيها الآب السماوي، أشكرك على وعدك بأنَّنا يومًا ما سندخل راحتك. ساعدنا على أن نثابر في تلك الحياة لنتمكَّن من تحقيق هدفنا النهائي فيك. في اسم يسوع، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6