Wed | 2018.Feb.21

مستعد أن تتبع

التكوينِ 9 : 37 - 9 : 62


موضوع العظمة
٣٧ وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي إِذْ نَزَلُوا مِنَ الْجَبَلِ، اسْتَقْبَلَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ.
٣٨ وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْجَمْعِ صَرَخَ قِائِلاً:«يَا مُعَلِّمُ، أَطْلُبُ إِلَيْكَ. اُنْظُرْ إِلَى ابْنِي، فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي.
٣٩ وَهَا رُوحٌ يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، فَيَصْرَعُهُ مُزْبِدًا، وَبِالْجَهْدِ يُفَارِقُهُ مُرَضِّضًا إِيَّاهُ.
٤٠ وَطَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا».
٤١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:«أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ ابْنَكَ إِلَى هُنَا!».
٤٢ وَبَيْنَمَا هُوَ آتٍ مَزَّقَهُ الشَّيْطَانُ وَصَرَعَهُ، فَانْتَهَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِسَ، وَشَفَى الصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ.
٤٣ فَبُهِتَ الْجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ. وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:
٤٤ «ضَعُوا أَنْتُمْ هذَا الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ: إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ».
٤٥ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا هذَا الْقَوْلَ، وَكَانَ مُخْفىً عَنْهُمْ لِكَيْ لاَ يَفْهَمُوهُ، وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هذَا الْقَوْلِ.
٤٦ وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟
٤٧ فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ، وَأَخَذَ وَلَدًا وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ،
٤٨ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ قَبِلَ هذَا الْوَلَدَ بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي، لأَنَّ الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعًا هُوَ يَكُونُ عَظِيمًا»
٤٩ فَأجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِدًا يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِكَ فَمَنَعْنَاهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُ مَعَنَا».
٥٠ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا».
لا تردد و لا تشتت
٥١ وَحِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ لارْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،
٥٢ وَأَرْسَلَ أَمَامَ وَجْهِهِ رُسُلاً، فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَّامِرِيِّينَ حَتَّى يُعِدُّوا لَهُ.
٥٣ فَلَمْ يَقْبَلُوهُ لأَنَّ وَجْهَهُ كَانَ مُتَّجِهًا نَحْوَ أُورُشَلِيمَ.
٥٤ فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالاَ:«يَارَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا؟»
٥٥ فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!
٥٦ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ». فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.
٥٧ وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ فِي الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي».
٥٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».
٥٩ وَقَالَ لآخَرَ:«اتْبَعْنِي». فَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي».
٦٠ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ».
٦١ وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي».
٦٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ».

موضوع العظمة ( ٩: ٤٦-٥٠)
كقراء لدينا فهم أوسع لسياق هذه الأحداث التاريخية، نستطيع أن نرى تفاهة جدال التلاميذ حول مَن هو الأعظم. يستخدم يسوع هذه الفرصة ليفتح قلوب تلاميذه و يعلمهم درسا هاما. في ملكوت الله، العظمة ليست مكانة أو امتياز، لكنها شخصية و خدمة الآخرين. فهي ليست احتكارا لقوة روحية، لكن امتداد ملكوت الله. يجب أن يتعلم المؤمنون أن يرووا العظمة من منظور الله، و ليس العالم، و يتطلب هذا تغيير نوع القدوة ليتمركز حول المسيح لأنه النموذج الحقيقي للعظمة. لقد ترك كل شيء ليخدم، تألم و مات لأجل العالم الذي يحبه. إذا أرادنا أن نختبر العظمة الحقيقية، يجب أن نتبع مثاله.

لا تردد و لا تشتت ( ٩: ٥١-٦٢)
لم يكن هناك علاقة جيدة بين السامريين و اليهود. لذلك لا يثير الدهشة عندما لا ترحب القرية السامرية عندما تسمع بزيارة يسوع ؛المعلم اليهودي. انزعج يوحنا و يعقوب من هذا الإزدراء و طلبوا من يسوع أن يرسل نارا لتدمرهم. كيف يجرؤ هؤلاء السامريون، النصف أمميون على إهانة معلمهم ! لكن يوبخ يسوع التلاميذ، لأنه يعرف دوافعهم الانتقامية. ثم يعلن كيف يمكن أن يكون القلب الإنساني متقلب و أناني، بتعليمهم عن التكلفة الحقيقية لتبعيته وأن يكونوا تلاميذا له. ربما يبدو أن يسوع يحاول أن يثني هؤلاء الرجال، لكن ما يحاول أن يفعله هو تحديد أصنامهم الخفية و سؤالهم صراحة " هل مستعدون أن تتخلوا عن هذه الأشياء لتتبعوني؟"

التطبيق

ما هو تعريفك الشخصي للعظمة؟ إلى أي مدى تحتاج أن تضبط فكرتك عن العظمة مع قيم ملكوت السموات و ليس قيم العالم؟
هل أنت مستعد أن تترك كل شيء من أجل يسوع ، حتى راحتك، مسؤولياتك، و علاقاتك؟ هل حسبت تكلفة تبعيته؟

الصلاة

إلهي الحبيب، امنحني الفطنة لأعرف مشيئتك و الشجاعة لأطيعها. لا أريد أن أهدر وقت في الأمور التي لا تدوم؛ أريد أن أشارك في بناء ملكوتك الأبدي. قدني للحياة القوية و المطيعة. في اسم يسوع المسيح. آمين.

Feb | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6